بغداد بونجاح: البطولة التونسية أقوى من الجزائرية.. ولومار مدرب عالمي

يؤدي بغداد بونجاح موسما ممتازا مع النجم الرياضي الساحلي في أول تجربة احترافية بالنسبة له.. ترجمه بتصدر قائمة ترتيب هدافي البطولة برصيد 11 هدفا متقدما بهدفين عن مطارده نزار العيساوي. عما يفعله في تونس واحترافه، والمنتخب الوطني وأمور مماثلة يتحدث في هذا الحوار الذي أدلى به إلى جريدة الهداف الجزائري.

لا بد أنك سعيد للغاية بما تفعله في الدوري التونسي. بـ 11 هدفا أنت تقود صدارة ترتيب هدافي الدوري، فماذا تقول؟

الحمد لله على كل شيء .البداية لم تكن سهلة لأنني غيرت البلد وأخوض أول مرة تجربة احترافية في مسيرتي. وجدت بعض الصعوبات في التأقلم وكان علي أن أفرض نفسي، وأتعامل مع الظروف لأنني جئت لأترك بصماتي وليس لخوض تجربة عابرة والعودة من جديد، فهدفي من البداية كان الاحتراف في أوروبا مرورا بـ تونس، والحمد لله على هذه البداية .لا أنسى أيضا الخبرة المتواضعة التي أمتلكها في الدوري الجزائري والتي ساعدتني لأجد معالمي، ولو أنني أصر على شيء واحد وهو أن أعمل أكثر لأسجل المزيد من الأهداف.

هل ترد بما تفعله على مسؤولي الترجي الرياضي الذين تعاقدوا معك ثم لم يثقوا بك وغادرت فريقهم عائدا إلى اتحاد الحراش؟

أنا إنسان مؤمن بالقضاء والقدر، وما حصل مع الترجي الرياضي نسيته . كان يمكنني أن أكون لاعبا في الفريق ولكن مشيئة الله اختارت أن أعود إلى الحراش، ومن فريقي انتقلت إلى النجم الساحلي، وهذا الاختيار كان موفقا لأنني مرتاح هنا وأؤدي عملي بشكل جيد.

هل كان تسجيل 11 هدفا وتصدر الدوري التونسي بسهولة بالنسبة للاعب شاب يخوض أول تجربة خارجية؟

لا أبدا، مخطئ من يعتقد هذا، فالدوري التونسي أقوى من الجزائري وكل اللقاءات تلعب على العشب الطبيعي، التنافس كبير بين عدة أندية ولا توجد مباريات سهلة، اسألوا جابو والبلايلي إن كانت المهمة سهلة في تونس، وسيجيبانكم.

ما سر نجاحك حتى الآن؟

بكل صراحة، احتراف كل من سليماني وسوداني وبلكالام الذين كنت ألعب إلى جانبهم في الدوري الجزائري حفزني، قلت في قرارة نفسي كيف يحترفون وأبقى أنا هنا في الجزائر، ولما جاءني عرض من النجم الساحلي أردت من الفريق التونسي أن يكون محطة عبور نحو أوروبا، لأن هدفي هو اللعب في فريق أوروبي والالتحاق بالمنتخب الوطني، وبكل صراحة هؤلاء اللاعبون أثروا على قراري، خاصة لما ترى أن الدوري الجزائري مثلا أوصل سوداني وسليماني إلى فرق كبيرة في الدوري البرتغالي.

عوقبت بـ 5 لقاءات ومع هذا فرضت نفسك وأنت متصدر ترتيب الدوري التونسي، ألم توقفك هذه العقوبة؟

هذه العقوبة لم تفت في عزيمتي، ومن حسن حظي أن المباريات الخمس التي غبت فيها لعبت في فترة شهر واحد، حيث كانت هناك مباريات متأخرة كثيرة، ما فرض أن تكون الروزنامة مضغوطة نوعا ما، وعلى هذا الأساس عدت بسرعة إلى الميادين بعد أن عملت جيدا خلال فترة عقوبتي وسجلت العديد من الأهداف، مع التنويه أن هذا الأمر كان بمساعدة زملائي و بتضامن اللاعبين وليس بمجهوداتي الشخصية.

هل تعترف بالخطأ الذي قمت به بعد تسجيلك الهدف الوحيد في الدقائق الأخيرة من مباراة النادي الإفريقي. لقد قمت بحركة كانت السبب في معاقبتك؟

صراحة ليس لدي ما أقوله بخصوص هذه اللقطة (يتردد ثم يواصل)، اعترفت بالخطأ الذي ارتكبته لأنني صراحة لم أكن أنوي أن أقوم بأمر كهذا، وشخصيا لست معتادا على إيذاء أحد والحمد لله أنني تجاوزت ما حصل، وأصبح كل شيء من الماضي.

ماذا كان موقفك عندما خرج الآلاف من مناصري النجم الساحلي في مسيرات حاشدة في تونس يطالبون بمراجعة عقوبتك أو التخفيف منها؟

لم أكن أنتظر أن تكون هناك وقفة تضامنية بهذه الطريقة من قبل الآلاف الذين خرجوا في مسيرة وتظاهروا مطالبين بمراجعة العقوبة. تأثرت كثيرا وأنا أرى الجمهور يشعر بالظلم لأن العقوبة كانت قاسية، وقلت يومها إنني أعد كل من خرج وكل جماهير الفريق أن أبذل قصارى جهدي ولن أتخلف عن رد الدين بتسجيل أهداف أخرى، والحمد لله انني وفقت في المباريات الموالية وعدت بقوة، وكأنني لم أكن معاقبا.

ماذا أضاف لك المدرب الفرنسي لومار الذي يقود فريق النجم الساحلي؟

هو مدرب معروف وغني عن كل تعريف، يملك ألقابا عالمية، استفدت كثيرا من نصائحه وتوجيهاته وتعامله مع كبار المهاجمين في العالم، وترجمت ذلك على الميدان، وأنا أقر بالإضافة التي قدمها لي وللفريق.

من المؤكد أنك تملك عروضا جدية الآن للاحتراف خارجيا وقد تطرقت العديد من وسائل الإعلام لهذا الموضوع، فهل من تعقيب؟

فعلا، أملك العديد من العروض في الوقت الحالي ولكن لا يمكن الحديث عنها، فلازلت مرتبطا بالنجم الساحلي وأنا مركز على ما تبقى من مباريات الدوري، لا أريد أن أشغل بالي كثيرا بهذا الموضوع.

حليلوزيتش كان أول من وضع فيك ثقته باستدعائك، ووقتها كنت لاعبا عاديا في اتحاد الحراش. الآن نضجت بما فيه الكفاية وتقدم مباريات كبيرة في تونس، ففي نظرك لماذا لم تستدع حتى الآن؟

لا أدري بكل صراحة، ولكن الحقيقة أن أول من استدعاني إلى المنتخب الأول هو حليلوزيتش لما ضمني بصفة مفاجئة ولم ينتظرها كثيرون، يعني أنه يعرفني جيدا ويضع في ثقته وهذا أمر لا أنكره. ربما لا تصله جيدا الأصداء من تونس وآمل شخصيا لو يزورني هنا ويتابع المباريات ليرى المستوى الذي أقدمه، أو على الأقل يعود إلى فيديوهات المباريات السابقة التي لعبتها وهي موجودة على شبكة الأنترنت، لأن ما فعلته في تونس لم يكن بالسهولة التي يتصورها البعض، خاصة مع العقوبة التي سلطت علي، وشخصيا لم أقطع الأمل في أن أنضم إلى المنتخب الوطني عن قريب.

إذن توجه له رسالة لاستدعائك؟

لا، لا… أنا لا أطلب من الناخب الوطني أن يستدعيني فهو يعرف عمله، كما لا أفرض عليه أن يقحمني أساسيا لأن هناك سليماني الذي يلعب ويؤدي مباريات جيدة وهو هداف للمنتخب الوطني، وأفرح بما يفعله لأنني لما لا أكون لاعبا في المنتخب فأنا مناصر مثلي مثل أي جزائري، ولكن أرى أنني استحق التواجد مع التعداد لأن ذلك يرفع معنوياتي و يجعلني أعمل بطاقة مضاعفة، لأنني أعرف أن هناك في الجانب المقابل الاعتراف بما أفعله.

هل تأمل في أن تكون حاضرا في قائمة المونديال؟

مادامت هذه القائمة لم تغلق بعد فالأمل موجود، سأعمل لأجل ذلك، وحتى إن لم استدع في المونديال فذلك ليس نهاية العالم، لازلت صغيرا وعمري 22 سنة فقط.

من ساعدك في تونس؟

زملائي في الفريق الذين سهلوا لي المهمة بعد أن لاقيت بعض الصعوبات في البداية.هم ليسوا فقط زملاء بل أصدقاء حيث نخرج مع بعض بعد الحصص التدريبية، كما لا أنسى مدربي في الحراش بوعلام شارف الذي بفضله وصلت إلى ما أنا عليه الآن، ولو أنني -كما قلت لك- لم أفعل شيئا كبيرا، أقول لـ بوعلام شارف: "أنت مدرب كبير وشكرا على كل النصائح والتوجيهات التي قدمتها لي في مسيرتي".

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.