بعد لقائه بالمنصري: السّفير الفرنسي يثير الجدل من جديد.. وتحميل مسؤولية تصرّفاته لـ”المجموعة الحاكمة”

مروى الدريدي-

التقى سفير فرنسا بتونس أوليفيي بوافر دارفور، برئيس هيئة الانتخابات محمد التليلي المنصري وأعضائها وقد تحدّث الطرفان عن استعدادات الهيئة للانتخابات البلدية المزمع اجراؤها يوم 6 ماي 2018.

وذكر بلاغ للهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أن اللّقاء بحث كذلك سبل التعاون بين الطرفين، لافتا إلى استعداد “السفير لدعم بلاده للمسار الديمقراطي بتونس”.

ووصف رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات محمد التليلي المنصري اللقاء بالبروتوكولي الذي لا يمسّ من استقلالية عمل الهيئة، قائلا في تصريح سابق لحقائق أون لاين إن “اللقاء لا يمسّ من استقلالية الهيئة ولا من عملها ولا يعني بالضرورة تدخلا للسفير الفرنسي في المسار الانتخابي”.

كيفما كنتم يُتعامل معكم

في هذا السياق اعتبر الديبلوماسي السابق عبد الله العبيدي، أن لقاء سفير فرنسا برئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لا يعدو أن يكون املاءات واستدرارا للمعطيات، قائلا إن “تونس مخترقة ديبلوماسيّا من كل حدب وصوب ولم تعد لها أية هيبة”.

وحمّل عبد الله العبيدي في تصريح لحقائق أون لاين، اليوم الخميس 1 مارس 2018، مسؤولية تصرفات السفير للـ”مجموعة الحاكمة التي لا تليق بتونس ولا تتوفر فيها الشروط لتولّي مواقع عليا في البلاد”، مشيرا إلى أن السفير الفرنسي يعمل بمقولة “كيفما كنتم يُتعامل معكم”.

وبين أن السفير الفرنسي التقى برئيس الحكومة وبرئيس الدولة وبالوزراء وتحدث إليهم وعرفهم وخبِرهم وبناء عليه حدّد تصرفه معهم، وأكد أن المسؤول الأجنبي يحدّد تعامله مع من هم في السلطة بناء على شخصيتهم وكيفية تعاملهم معه، معتبرا ذلك صيغا من صيغ الاستهانة بأهل البلد ومسؤوليه، وفق تقديره.

ولاحظ العبيدي أن تصرفات السفير الفرنسي تبرز أن “تونس مستعمرة والباجي قائد السبسي شاهد زور”، محذّرا من أن ما يقال بالكلام قد يترجمه الشعب إلى فعل عن طريق الفوضى كتعبير عن حالة الاختناق جراء الوضع الحالي وعدم اللامبالاة من المسؤولين”.

لا يحق للسفير الخروج من العاصمة إلاّ بإذن

ومن جهته انتقد الكاتب الصحفي الصافي سعيد في حوار لحقائق أون لاين، “جولات” السفير الفرنسي بتونس، مفيدا بأن اتفاقية فيينا المتعلقة بالجانب الديبلوماسي تنص على أنه لايحقّ لسفير دولة أجنبية الخروج من العاصمة، وإذا كانت العاصمة كبيرة لايخرج من ربعها، وله الحق في مساحة محددة يتجول فيها، وعندما يريد الخروج من العاصمة يطلب إذنا من وزارة الخارجية”، مؤكدا أنها أعراف تسير عليها كل الدول الموقعة على هذه الاتفاقية.

وأشار الصافي سعيد إلى أنه سبق لرئيس الحكومة يوسف الشاهد أن قام بتنبيه السفير الفرنسي بخصوص تحركاته بتونس لكنه لم يستجب، متسائلا: “هل يعقل لرئيس حكومة له سلطة على هذا البلد يرسل تنبيها لسفير دولة أجنبية ببلاده ولا يردّ عليه أحد؟”.

وقال سعيد: “لو يذهب السفير الايراني أو التركي مثلا إلى قفصة أو توزر سنرى الفضائح، لكن السفير الفرنسي ينطّ من مكان إلى آخر ولا أحد يكلّمه”.

 

 

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.