تنزل الشبيبة القيروانية اليوم ضيفة على النادي الإفريقي للمرة 34 في تاريخ مواجهات الناديين لحساب الرابطة الأولى.. المباراة التي سيكون مدارها الملعب الأولمبي برادس تأتي في فترة يسعى خلالها نادي باب الجديد إلى تعزيز حظوظه في التتويج بالبطولة عدد 13 في تاريخه مقابل موسم عادي للأغالبة يبحث خلال الفريق عن تحسين ترتيبه في ظل ابتعاده النسبي عن كوكبة الفرق المعنية بتفادي النزول..
ورغم أن المقابلة تبدو في ظروف عادية بالنسبة للفريقين باعتبار الوضعية المريحة للمحليين وللضيوف على حد سواء إلا أنها انطلقت بشد عصبي كان وراءه رئيس الشبيبة القيروانية الذي أطلق العنان لتصريحاته المشككة في حيادية الحكم مختار دبوس ملمحا إلى أنه سيظلم فريقه أسوة بما فعل زميله هيثم القصعي في مباراة الذهاب..
نحن لسنا في وارد الدفاع عن مختار دبوس فهو أقدر على ذلك منا كما أننا لسنا نبحث عن رفع راية النادي الإفريقي فنادي باب الجديد له مسؤولون يدخل هذا ضمن صميم عملهم أما ما جرنا لخط هذه الأسطر هو مجانية تصريحات بالأكحل التي اعتبرت بمثابة الأحكام القبلية وهو ما لم نعد نسمع عنه حتى في الديكتاتوريات..
وحتى نضع تصريحات بالأكحل في إطارها وجبت العودة إلى تاريخ مواجهات الفريقين بالعاصمة للوقوف على حجم الندية فيها فلاحظنا أن الإفريقي أضاع الفوز في 10 مناسبات من أصل 33 لقاء حيث حسم الأغالبة 7 مباريات لفائدتهم مقابل حصول التعادل في 3 مرات..
أما الإفريقي فقد فرض لونه في 23 مقابلة محققا انتصارات عريضة وصلت إلى الرباعيات وخماسيات بل أن الشبيبة لم تفز في العاصمة منذ مباراة أوت 2000 التي كان بطلها الحارس خالد المغزاوي وحتى المواجهات التي احتضنتها القيروان فقد فاز فيها الإفريقي في 15 مرة مقابل 7 انتصارات فقط للمحليين..
إذا مباريات الفريقين بالعاصمة أو خارجها كانت في طريق واحدة لصالح الأفارقة لذلك لم يفهم الكثيرون سر تهجمات مراد بالأكحل التي انطلقت حقيقة منذ مقابلة الذهاب حين أطلق فيها العنان للسانه ليضرب ذات اليمين وذات الشمال..
أحباء الإفريقي الذين تناقلوا تصريحات بالأكحل اعتبروا أنه يقوم بما يشبه "الحرب بالوكالة" فالرجل كان مختف طيلة الأيام الماضية حتى مع الإضراب الذي شنه لاعبوه للمطالبة بمستحقاتهم لثلاثة أشهر مع الدفعتين الثانية والثالثة من منحة الانتاج قبل أن يظهر في مختلف وسائل الإعلام محتجا على حكم قيل له إنه "كلوبيست"..
مباراة الذهاب التي حسمتها ضربة نؤكد أنها "غير شرعية" شرعت لبالأكحل أن يهاجم الإفريقي ويقوم بايحاءات رفضها الكثيرون قبل أن تتلوها شعارات سياسية في وقفة احتجاجية مدفوعة الأجر جاءت بعد أيام من ركلة جزاء القصعي..
مراد بالأكحل كان عليه انتظار المباراة وما ستؤول إليه ثم من حقه أن يقيم أداء الحكم وغيره أما أن يرجم بالغيب فذلك لا يليق به وبفريقه لأن ذلك من شأنه أن يؤجج الأجواء ويؤثر على سير المباراة وتركيز الحكم الذي قد يقع في الخطأ جراء الضغوطات التي سلطتها عليه تلك التصريحات..
الاجتماع الذي احتضنته الجامعة منذ أسابيع قيل إنه مثل فرصة لتعهد كل رؤساء الأندية برفع أيديهم عن التحكيم والتقليص من الخطابات المتشنجة إلا أن مراد بالأكحل كان حاضرا بالغياب على ما يبدو بما أنه عاد ليخرق ما تعهد به..
العلاقة بين نادي باب الجديد والشبيبة القيروانية ضاربة في القدم فالناديان يجمعهما الكثير وليس أقل من ذلك "روح الغالي" لسعد الورتاني -رحمه الله- أو ترؤس جد الناطق الرسمي للأحمر والأبيض رشيد الزمرلي للشبيبة القيروانية في سنوات سابقة وبالتالي فإن ما قد يأتي من تصريحات أو استفزازات من بعض الجدد على الفريقين قد لا يؤثر على متانة هذه العلاقة ولا أدل على ذلك من تجاهل الأفارقة لتصريحات بالأكحل طيلة اليومين الماضيين بدليل أن أي مسؤول لم يرم بنفسه في الملاسنات وخيرا فعلوا..