يبدو أن علاقة لاعبي ومسؤولي وجماهير النجم الرياضي الساحلي والنادي الإفريقي لن تعرف السكينة حيث ستظل العلاقة متوترة إلى أن يحدث منعرج في حياة الناديين يتخلف بمقتضاه أحدهما عن ركب التنافس على الألقاب وهو ربما الحل الوحيد لتهدأ جذوة الخلافات بين الناديين؟
ولأن التشنج لا يزال قائما فإننا مضطرون بين الفينة والأخرى أن نتعامل مع بعض الانحرافات والسلوكات المريضة من الجانبين ولو أن الأمر بات يقتصر على ما يصدر من جانب واحد هو فريق جوهرة الساحل وتحديدا بعض المنتمين إليه حتى لا نمس كامل الفريق..
عمار الجمل المدافع الذي فر من حديقة المرحوم منير القبايلي لا يلوي شيئا بعد أن عجز عن تحمل الضغط على حد قوله اختص منذ عودته إلى النجم الساحلي في مهاجمة النادي الإفريقي وكأنه يريد الانتقام من أمر ما فتتالت تصريحاته المستفزة للأفارقة أما مقاطع الفيديو التي يسجلها فالمقام يجعلنا نستحي من الحديث عنها..
الجمل وعوض أن يخصص وقته للانتشاء بفرحة التأهل إلى نهائي كأس تونس الذي يتواجد فيه النجم الساحلي للموسم الثالث على التوالي عمد إلى تسجيل مقطع فيديو شتم فيه الإفريقي ورئيسه سليم الرياحي بمعية مجموعة من اللاعبين يشبهونه كثيرا من ناحية المستوى الأخلاقي المتدني..
لسنا هنا في معرض الدفاع عن الرياحي الذي أدت سياساته الفاشلة بلاعب كالجمل ليهاجمه مرارا وتكرار بعد أن قبض من ماله ما يزيد عن نصف مليار.. أما نادي باب الجديد فهو صرح عريق لا يمكن لبعض الأقزام أن يصلوه وهو كذلك في غنى عن دفاعنا ولكننا نجد أنفسنا مضطرين لإدانة سلوكات مارقة لبعض الذين يعدون قدوة للناشئة..
أمثال الجمل والنقاز والطرابلسي هم خريجو مدرسة النجم الساحلي وهم بالتالي القدوة والمثال لأبناء الساحل من محبي ليتوال فهل أن ما يقدمونه من وصلات منحطة بالمعنى الأخلاقي يمكن أن يمثل الأسوة الحسنة للجيل القادم؟ أليست رسائل الجمل المليئة بالحقد غرسا سيئا لحصاد سيكون خراجه من نفس الأصل؟
لن نطيل الوقوف عند الجمل والطرابلسي وتاج لأنهم متوسطو الإمكانيات ولكن كما يقال فإن "الحبة الفاسدة يمكن أن تفسد كل الصندوق" ناهيك أن لاعبا من طينة النقاز الذي يعانق أداء وأخلاقا الامتياز سحب إلى مجموعة الجمل ليؤتي ما فعلوا فكان أن صار مثلهم رغم أن مكانته تفوقهم..
ولعل المحبط أكثر من سقطة الجمل ونظرائه هو أن ما فعلوه قد تم بحضور مسؤولي النجم الساحلي الذين لم يتدخلوا وكأنهم مستمتعون بل ويباركون ما جرى وبالتالي فإنه يصح فيهم المثل القائل "إذا كان رب البيت للدف ضاربا * فشيمة أهل البيت كلهم الرقص"..
تصريح رضا شرف الدين في نهاية الموسم الذي دعا فيه الأفارقة أن يضعوا البطولة "في مكان ما لا يعرف سره إلا هو" لا يزال ماثلا إلى اليوم ولا يبدو أن ما صدر عن لاعبي النجم الساحلي بعيد كثير عما قصده عضو البرلمان وعليه فإن الشيء من مأتاه لا يستغرب..
العقلاء في الناديين موجودون بدليل أن النادي الإفريقي نزّل بلاغا على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك يتمنى فيه الشفاء العاجل لرامي البدوي مدافع ليتوال عندما أصيب في الأربطة المتقاطعة والداعون اليوم إلى تجاوز حقارة ووضاعة ما ينزله الجمل على صفحته أيضا كثر غير أن كثيرين من الأحباء يؤكدون أن السيل بلغ الزبى وأن للصبر حدود وباتوا يدعون إلى موقف حازم يحفظ حق الإفريقي..
النجم سيخوض بعد يومين نهائي كاس تونس في ملعب رادس وما صدر عن لاعبي النجم سيكون له ارتدادات دون شك وهو ما سيعسر عمل الأمن الذي يكابد الإرهاب وقطع الطريق والتهريب وليس بحاجة إلى صراعات قد تهدد السلم الاجتماعية..
كل ما نأمله أن تمر الحادثة دون ردود أفعال وأن ينتهي الأمر عند هذا الحد فبطولة الموسم الماضي ليست إلا الخامسة التي يحرزها الإفريقي على حساب النجم والتنافس سيظل قائما بينهما إلى ما لا نهاية حيث سيتوج الأحمر والأبيض بألقاب جديدة على حساب ليتوال ومثله سيفعل فريق جوهرة الساحل فذاك ما فطر عليه الكبار..
