بعد الجدل الذي أثاره ترشيح النهضة ليهودي في الانتخابات: الجلاصي يردّ على الانتقادات.. ويوضّح وجهة نظر الحركة

أمل الصامت –

اعتبر القيادي في حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي أن ترشيح الحزب ليهودي تونسي على رأس قائمتها الانتخابية في دائرة المنستير سابقة في الحياة السياسية في البلاد.

وقال الجلاصي في تصريح لحقائق أون لاين حول الانتقادات التي وجهت للنهضة في هذا الموضوع: “أن يأتي الأمر من حركة النهضة فإنه يكسر كثيرا من القوالب الجاهزة ويثير السواكن.. إذن نحن نتفهم حجم الأسئلة كما نستحضر أننا دخلنا حملة انتخابية وبالتالي نتفهم بعض ردود الأفعال من شركاء منافسين”.

وعن تفسيره لـ”الهجوم” على الحركة بعد هذا الترشيح خاصة وأن رئيس الجالية اليهودية نفسه اعتبره استغلالا وتوجيها إعلاميا، اعتبر عبد الحميد الجلاصي أن موضوع الاقليات يهز بعض المستقر في حياتنا الاجتماعية، قائلا: “فلئن كانت مرحلة تأسيس الاجتماع الاسلامي منفتحة كما عبرت عنه وثيقة المدينة الا أن التجربة التاريخية تراوحت فيها حالات التسامح والتشدد، و هذا لا يتعلق فقط باليهود بل بالمخالف حتى داخل دائرة الإيمان.. المخالف في اللغة والعرق والمذهب العقدي بل حتى المذهب الفقهي”.

كما اعتبر محدثنا أن ثقافتنا ومنظومة أفكارنا في حاجة إلى مراجعة عميقة وهادئة ورصينة، كما أن اجتماعنا السياسي في حاجة إلى إعادة نظر عميقة، مشيرا إلى أن دستور الجمهورية الثانية فتح أمامنا الباب لذلك.

وشدّد على أنه يجب التمييز بين اليهودية كدين والصهيونية كإيديولوجيا عنصرية استعمارية تتغذى من إحساس اليهود بالمظلومية والتهميش والاضطهاد، داعيا التونسيين مهما كانت أديانهم وعقائدهم وألوانهم وجنسهم إلى إيجاد فضاءات تسمح لهم بالمساهمة في الشأن العام، ومؤسسات حاضنة معيار المنافسة فيها هو العمل والإخلاص والكفاءة والولاء لتونس، وفق تعبيره.

أما في ردّه على بعض “الدعاة” الذين اعتبروا أن في ترشيح يهودي لتقلد منصب في الدولة إثارة للفتنة في المجتمع التونسي وفتح باب لليهود للتصرّف في أمور المسلمين، بيّن الجلاصي أن المتن الديني ثري وعميق ومفتوح لقراءات متعددة ومتناقضة، وهي كلها اجتهادات بشرية ولا قدسية لها، إذ أن القدسية تعود للنصوص المؤسسة، أما المفاهيم فهي نسبية وكثير منها مرتبط بسياقات معرفية واجتماعية معينة.

وأضاف: “البعض يحسب نفسه وصيا على العقول والضمائر ويوزع صكوك الغفران. ولكن عادة ما تجده في معسكر الاستبداد والتخلف وحتى الاستعمار. يكفي أن نراقب البضاعة الدينية والتموقعات في السنوات الاخيرة كي تأخذنا الشفقة بفتاوى “ما يطلبه المستمعون”.”

وتابع: “ديننا العظيم يجب أن يتحرر من عقول ضيقة ومن تقاليد بالية. يجب أن يكون كما أراده المولى “رحمة للعالمين”، وعبره و عبر سياحة العقول النيرة في نصوصه وقيمه يكون موجها لعمارة الأرض وإعادة الاعتبار للحياة وتحقيق كرامة الانسان، كل الانسان: “ولقد كرمنا بني آدم”.”

وفي ردّه على ما قاله المفكر يوسف الصديق في تصريح سابق لحقائق اون لاين كون ما قامت به حركة النهضة من خلال ترشيحها ليهودي في الانتخابات البلدية مناورة سياسية حتى أنه دعاها لإثبات مدنيتها إلى ترشيح أقليات من أصناف أخرى كالمثليين او الملحدين، قال الجلاصي: “لا نحس في حركة النهضة أننا في امتحان يسمى امتحان الديمقراطية أو الحداثة أو المدنية. نحن في امتحان فقط أمام شعبنا لتحقيق أهدافه ومطامحه في الديمقراطية والتنمية والعدالة والاستقلال وفقا لنموذج نابع من موجّهات مكونات ثقافته ومزاجه وتاريخه.. ولسنا في انتظار أستاذ يسند لنا عددا”.

وختم بالقول: “والمبادرة في السياسة ليست عيبا بل العكس هو العيب.. ومن كانت له مجموعة أفكار للدفاع عنها واختبارها ليفعل ذلك بنفسه ولن يجد منا صدّا أو اعتراضا إذا كانت مبادراته منضبطة للدستور ولقوانين البلاد”.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.