14
بقلم: يوسف بوجناح-
بعيدا عن أحاديث نظريات المؤامرة التي لها ما يسندها في الواقع من أدلة فإنه يحق التساؤل عن نوايا الأطراف التي تسعى عبر بعض المواقف الهلامية
إلى تأجيج الاحتقان في الوسط الرياضي وكأن كرتنا وبلادنا " ناقصة مشاكل " فقبل اقل من 24 ساعة على موعد انطلاق مباراة الجولة الثامنة من البطولة بين النادي الرياضي الصفاقسي والملعب التونسي بعد ظهر اليوم السبت في ملعب باردو تفاجأ هيئة البقلاوة مسؤولي وأحباء النادي الصفاقسي بأنها لن تسمح بدخول أنصار نادي عاصمة الجنوب إلى الملعب اليوم وأنها تطلب من المسؤولين إعادة ال 700 تذكرة التي تم استلامها ودفع السي اس اس مقابلها صكا بقيمة 14 ألف دينار وقام بإحالة هذه التذاكر على لجنة الأحباء التي تولت ترويجها في صفوف جماهير الفريق …وقد تعللت هيئة الملعب التونسي بشكل هلامي بأسباب أمنية والتي أصبحت كالمشجب الذي يغلف به البعض تجاوزاتهم ويتسترون خلفه فكيف يمكن لعاقل أن يصدق رواية الأسباب الأمنية لتبرير العدول عن تمكين جماهير النادي الصفاقسي من الدخول إلى ملعب باردو اليوم؟
وللتذكير لا غير هنا نشير إلى أن هيئة الملعب التونسي كانت رحبت منذ أيام بحضور أي عدد من أنصار نادي عاصمة الجنوب لاسيما وان العلاقات الودية بيمن الفريقين وجماهيرهما ودية وتاريخية.
كما انعقد اجتماع تنظيمي بخصوص المقابلة ولم يعترض الأمن على حضور جمهور النادي الصفاقسي وتم إعداد التذاكر الخاصة بجمهور الأبيض والأسود وتسليمها للفريق مقابل استلام مقابلها المادي وهو 14 ألف دينار. إذن ما الذي جرى حتى تتراجع هيئة الملعب التونسي في الغروب وتعلم ان جمهور السي اس اس سيكون ممنوعا من الدخول ؟
وأية أسباب أمنية دفعت بهيئة الملعب التونسي إلى هذا الموقف المتراجع وهل تقصد بذلك أن الأمن الوطني الجمهوري لا يحسن تقدير الأمور فيقبل أولا بحضور جمهور النادي الصفاقسي ثم يتبين له لاحقا ان في ذلك الحضور تهديد لأجواء المقابلة؟ وهذا أمر مضحك لان أمننا الوطني تعامل مع مباريات صعبة بحنكة كبيرة وأوصلها إلى بر الأمان وآخر نجاحاته تامين مباراة نهائي رابطة الأبطال الإفريقية بين الترجي والأهلي المصري رغم حساسية تلك المقابلة والظروف التي دارت فيها في وقت نجد أن التاريخ شاهد على متانة وعمق العلاقات الأخوية بين فريقي باردو وعاصمة الجنوب.
عدد من أبناء النادي الصفاقسي اعتبروا أن بعض الأطراف تتجاوز صلاحياتها وتتستر وراء التعلات الأمنية من اجل تمرير بعض الأجندات للتي لا تخدم صالح كرتنا وتضربها في الصميم تماما كما فعل والي تونس لما قال بأنه بالإمكان إجراء مقابلة نجم المتلوي والترجي في العاصمة وبحضور 5 آلاف متفرج من جمهور الفريق الضيف أي جمهور الترجي وبلا حضور أي متفرج من جمهور الفريق المضيف أي نجم المتلوي وهي كانت " طلعة غريبة " وغير مسبوقة وتقيم الدليل على وجود أشياء في العتمة تدفع نحو الاحتقان في ملاعبنا ونحو إدامة عناصر التوتر وأسباب المشاكل التي أنتجت شغب الملاعب.
وينتظر الكثير من العقلاء فتح تحقيق جدي فيما جرى وفي أسباب التراجع عن تمكين جمهور النادي الصفاقسي من حقه في الدخول إلى ملعب باردو ثم العدول عن ذلك بعد ردة الفعل المستنكرة من هيئة النادي الصفاقسي وبعد الوقفة الاحتجاجية الليلية الغاضبة من جمهور الغالية وقلعة الأجداد.