برامج طموحة لإنهاء الجوع بالقارة الافريقية مع نهاية 2025

احتضنت تونس لاول مرة وبالتعاون مع منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة «الفاو» المؤتمر الاقليمي الثامن والعشرين لافريقيا «ARC» في اواخر شهر مارس المنقضي، والذي تم اتخاذ قرار انعقاده خلال المؤتمر السابع والعشرين المنعقد بالكنغو برازافيل في اواخر افريل 2012.

هذا وشارك في المؤتمر قرابة 54 وزيرا للفلاحة من الدول الافريقية بما فيها البلد المضيف تونس والتي ستؤول اليها رئاسة المنظمة الاقليمية لمدة سنتين.

وقد حضره المدير العام لمنظمة الاغذية والزراعة ومسؤولون دوليون كبار والمتدخلون في قطاعي الاغذية والزراعة من كامل القارة الافريقية، وذلك تأكيدا على اهمية هذا المؤتمر الذي يعقد في تونس تحت عنوان "الشباب الافريقي في مجال الزراعة والتنمية المستديمة".

ويمثل المؤتمر فرصة سانحة لابراز ما بلغه القطاع الفلاحي بصفة خاصة في تونس من تطور والسعي الى ارساء علاقات استراتيجية وشراكة مع الدول الافريقية لمزيد استثمار الكفاءات التونسية  بافريقيا.

وركز المتدخلون مباحثاتهم على الوضع الاقليمي الراهن لوضع الاغذية والزراعة بافريقيا وآفاقها المستقبلية .

 حقائق اون لاين تابعت فعاليات المؤتمر واليكم ما ورد فيه. 

اهداف المؤتمر الاقليمي لمنظمة الاغذية والزراعة (افريقيا)
انعقد المؤتمر الاقليمي لمنظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة بتونس في ظروف دولية وافريقية مضطربة على عديد الاصعدة منها السياسية ومنها الاقتصادية والاجتماعية بيد أنه يعتبر نقطة لقاء وملتقى لجميع الاطراف المتدخلة في شأن الامن الغذائي بالقارة السمراء، لان الامن الغذائي يعتبر احد مقومات  السيادة للامم و احد التحديات الرئيسية التي تواجه بلدان المعمورة عامة والقارة الافريقية خاصة حيث اصبح الامر يتطلب مجهودات اضافية واهتماما كبيرا من طرف المنظمات الدولية والاقليمية ذات الاهتمام  وعملا مشتركا بين الحكومات.

وجاء في كلمة وزير الفلاحة الاسعد الاشعل ان الامن الغذائي قاسم مشترك بين دول المعمورة ويعدّ ركيزة اساسية لسيادة الامم معتبرا ان المواضيع التي ستطرق اليها المؤتمر جوهرية منها ابعاد شبح الفقر والخصاصة والجوع وسوء التغذية . هذا واكد وزير الفلاحة على ان اختيار محور «الشباب الافريقي في الزراعة والتنمية الريفية» احد اهم المواضيع التي ستتم مناقشتها، مضيفا ان هذا المحور إن دلّ على شيء فانه يدل على ظاهرة استفحال البطالة التي تتصدرها المناطق الريفية وهو ما يمثل  تهديدا واضحا للوضع النفسي والاجتماعي لشبابنا وحجرة عثرة امام التنمية الاقتصادية ببلداننا.

كما بين الوزير ان حوالي 60‪%‬ من العاطلين عن العمل في القارة الافريقية عموما اعمارهم لا تتجاوز 15 و24 سنة.

الحد من ظاهرة البطالة بايجاد فرص استثمار فلاحية

واعتبر وزير الفلاحة ان امكانية معالجة موضوع البطالة يبقى مرتبطا على بناء اقتصاد قوي وصلب ومتنوع وتنافسي في نفس الوقت ومنتج للثروات وذلك لاستقطاب الشباب بالمناطق الريفية واستحداث فرص للعمل عبر اقامة مشاريع في مجال التنمية الفلاحية وتحفيز الانشطة الريفية غير الزراعية.

واشار إلى ان المجهودات المبذولة من قبل البلدان الافريقية والاجراءات التي تم اتخاذها في مجال الامن الغذائي رغم الطاقات الهائلة الكامنة في قارتنا ، مفيدا بانه حسب التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية المتخصصة تبقى افريقيا المنطقة الاكثر انعداما للامن الغذائي وتدني مستوى الانتاج الزراعي،ورغم النتائج التي يسجلها القطاع الفلاحي فان تطوره ظل محدودا ويعد اقل بكثير مما يمكن تحقيقه.

وبين ان 75 ‪%‬ من الفلاحين يشغلون مساحات لا تتجاوز 5 هكتارات بالإضافة إلى ضعف المردودية وارتفاع مستلزمات الانتاج وضعف المساهمات البنكية في تمويل الاستثمارات الفلاحية، فضلاً عن ضعف الانخراط في التأمين الفلاحي الذي يغطي 7 ‪%‬ من الفلاحين فحسب.

واكد الاشعل أن المرحلة القادمة والسنوات المقبلة ستكون اكثر صعوبة اذا لم نتدارك المرحلة و لم نقم بتحديات داخلية وخارجية وذلك بتشريك كل الفعاليات والحساسيات المهنية الفلاحية وتمكينها من جميع الآليات الظرورية للنجاح، داعياً الشركاء الاستراتيجيين في مقدمتهم  منظمة «الفاو» للمساعدة من خلال توفير الدعم المالي والفني لبلوغ الاهداف المرجوة. كما عبر عن استعداد تونس لدعم مختلف انواع التعاون وتطويره وتنسيق الجهود مع باقي دول افريقيا وتعزيز تبادل الخبرات والتجارب بما يضمن الافادة للجميع.

كلمة غرازيا نواداسيلفا المدير العام لمنظمة «الفاو»

من جهته، حثّ المدير العام للمنظمة المؤتمر الاقليمي لافريقيا الجميع على الاستثمار في المجال الفلاحي والزراعي لتهيئة فرص جديدة  للشباب للالتحاق بالقطاع الزراعي، مضيفاً ان معدل النمو الاقتصادي في القارة يفوق المتوسط العالمي وان معظم الاقتصادات الاسرع نموا في العالم تنتمي الى بلدان القارة الافريقية.

وتوجه بكلمة الى وزراء الفلاحة الاعضاء في المنظمة والاطراف المتدخلة في القطاع خلال المؤتمر قائلا بان التحدي يكمن في تحويل هذا النمو الى اندماج اجتماعي وهو هدف ليس بعزيز بلوغه بالاعتماد على التنمية الريفية والشباب.

هذا وتصدرت اشغال المؤتمر الشباب والصناعات  الزراعية والتنمية الريفية التي اخذت موقعا بارزا في جدول اعمال مؤتمر المنظمة الاقليمي لافريقيا نظرا الى ان افريقيا تعد القارة الاحدث سنا في العالم اذ ان اكثر من نصف سكانها دون 25 سنة.

وأفاد المدير العام لمنظمة الاغذية والزراعة «الفاو» داسيلفا بأنه ما يقارب 11 مليون نسمة يلتحقون بسوق العمل بافريقيا بيد ان رواتب القطاع الفلاحي تظل متدنية كما يسود القطاع طابع غير رسمي مما يكون عزوفا لدى الشباب على تعاطي الزراعة هذا الى جانب الضمان الاجتماعي غير المتاح في غالب الاحيان للاسر الريفية.

وأضاف المدير العام لمنظمة «الفاو» ان السنة الافريقية للزراعة والامن الغذائي يجري الاحتفال بها بالتزامن مع السنة الدولية للزراعة الاسرية داعيا الحكومات والبلدان الافريقية لاغتنام هذه الفرصة لادراج صغار الفلاحين وصيادي الاسماك والرعاة وجامعي ثمار الغابات والمجتمعات التقليدية والشعوب الاصلية على رأس جدول الاعمال المطروحة على المؤتمر.

وشدد غراز يانو على ان اقليم افريقيا التابع للمنظمة خطا خطوة هامة باتجاه تعزيز القطاع الزراعي الافريقي  مع انشاء صندوق امانة التضامن مع افريقيا ويمول هذا الصندوق بالكامل من قبل البلدان الافريقية .  وبينما يتخذ من منظمة «الفاو» مقرا فان الاتحاد الافريقي  يشارك  في قيادته وتمت صياغته تماشيا مع الاولويات التي وضعتها خطة التنمية الزراعية الشاملة لافريقيا (CAMDP).

تكامل القطاع الفلاحي الخاص والعمومي في تحقيق الاكتفاء الذاتي 

وفي سياق متصل، علق  الخبير بوكار تيجاني المدير العام المساعد مسؤول المكتب الاقليمي  لافريقيا لدى منظمة «الفاو» في مداخلته على الاوضاع السائدة بافريقيا متسائلا عن كيفية تمكين القادة الافارقة من بناء صرح هذا التقدم من خلال توفير زراعة مستقرة وسياسات مالية تشجع على الاستثمار وفق الالتزامات المقطوعة الى جانب تعزيز آليات الحكومة والمحاسبة للمساهمة على نحو اكثر نظامية في تنفيذ السياسات والبرامج واكد ان هذه الاجراءات حاسمة لاحداث التحول المطلوب  في قدرات بلدان القارة على تحقيق النمو والتنمية الزراعية على نطاق واسع.

وأبرز ان مؤتمر «الفاو» الاقليمي الثامن والعشرين عازم على تهيئة البيئة المناسبة لمحو الجوع في القارة الافريقية بحلول سنة 2025 مع التركيز في المقام الاول على  التنمية المستدامة للقدرات الكامنة بقطاعات الزراعة ومصائد الاسماء والثروة الحيوانية والغابية كمصدر لفرص العمل وللدخل للشباب الافريقي وغيرهم ممن ينخرطون في هذه القطاعات تحقيقا للامن الغذائي ونهوضا بالتغذية وكذلك دعم مشروعات الاعمال الزراعية التجارية الهادفة الى رفع مستوى الاسرة.

وأشار المتحدث إلى ان تقديرات المنظمة تشير مع ذلك الى انه رغم هذا التقدم المحرز في مواجهة الجوع وسوء التغذية  بالقارة على مدى العقود  الماضية الا ان المستويات المطلقة للجوع وسوء التغذية السائدة تظل باعثة على القلق في افريقيا جنوب الصحراء الكبرى .هذا ودلت تقديرات منظمة الاغذية والزراعة «الفاو» على ان معدلات الفقر بافريقيا انخفضت على بشكل طفيف من 56 بالمائة في عام 1990 الى 49 ‪%‬ في عام 2010، مما خلف 388 مليون نسمة من سكان القارة في حالة من الفقر المدقع ونحو 239 مليون يعانون سوء التغذية المزمن.

وبحلول سنة 2012 كانت افريقيا اقل قارة تحرز تقدما في الحد من معدلات الفقر واورد تقرير الامم المتحدة الخاص بالاهداف  الانمائية للالفية لعام 2012 اذ ظلت افريقيا ابعد بنسبة 41 ‪%‬ من تحقيق هدف الانماء للالفية في التخفيض من مستويات الفقر مقابل 25 ‪%‬  في جنوب آسيا و6‪,1 % بالنسبة لامريكا اللاتينية ومع ذلك نجح 11 بلدا افريقيا بالفعل في تحقيق اول اهداف الالفية الانمائية للحد  من معدلات الجوع بمقدار النصف وخفض نسبة الاشخاص الذين يعانون من الجوع خلال الفترة الممتدة ما بين سنوات 1990 – 2015.

البرنامج الشامل للتنمية الزراعية بافريقيا

هذا ويهدف تعزيز مساهمات المنظمة في تنفيذ برنامج التنمية الزراعية الشاملة لافريقيا (CAMDP) على  المستويات القطرية والاقليمية وعلى صعيد القارة ككل  تعكف المنظمة على تنفيذ سلسلة من الانشطة الهامة في غضون 2013 من اجل تعزيز وملاءمة القدرات في اطار البرنامج الشامل لعامي 2014 -2015.

وقد تعاونت منظمة الاغذية والزراعة «الفاو» مع مفوضية  الاتحاد الافريقي ومعهد لولا لاستضافة اجتماع رفيع المستوى في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا  بعنوان "صوب النهضة الافريقية » والشراكة المتجددة من اجل نهج موحد لانهاء الجوع في افريقيا  بحلول  2025 في اطار برنامج التنمية الزراعية الشاملة لافريقيا.. وسيتم تحديد آجاله لاحقا.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.