أحمد الفقي-
ينتظر أن يعلن المكتب الجامعي مطلع الأسبوع المقبل عن تركيبة الطاقم الفني للمنتخب الوطني التونسي ولو أن آخر الأخبار جاءت لتؤكد أن
الناخب الوطني الجديد سيكون سامي الطرابلسي بمساعدة كل من مجدي التراوي والحارس الدولي السابق أيمن البلبولي.
وتفيد كل المعطيات أن المكتب الجامعي الجديد قد اتّخذ نهجا سيقوده إلى الفشل بفضل اتّباع خيارات قائمة على صداقات وحسابات جهويّة مقيتة لن يكون لها إلا الأثر السلبي على المنتخب الوطني قبل معركة تصفيات كأس العالم 2026 التي ستدور بالولايات المتحدة الأمريكية.
شمام والجزيري
خط المهاجم الدولي السابق زياد الجزيري مسيرة ناجحة كلاعب مع النجم الساحلي وغيرها من الأندية كما ترك بصمة كبيرة في المنتخب الوطني وساهم في تتويجه بكأس أمم افريقيا الوحيدة في سجل النسور سنة 2004.
وبعد مشوار اللاعب اختار الجزيري مهمة المدير الرياضي ليترك انطباعات واضحة في فريق جوهرة الساحل وهو ما يجعل من تعيينه كمدير رياضي للمنتخب الوطني أمرا منطقيا بخلاف مساعده خليل شمام الذي لا يملك مسيرة دولية حافلة كما أنه لم يخض أي تجربة فنية أو إدارية منذ اعتزاله.
ولا يمكن أن نجد أيّ تبرير لاختيار شمام إلا كمحاولة استمالة أحباء الترجي الرياضي الغاضبين منذ الجدال الشهير بينه وبين شكري الواعر والعبارة الشهيرة التي أطلقها “بطولات الترجي فيها وعليها وتونس الكل تعرف” والتي لا تزال تستعمل إلى اليوم من الجماهير المنافسة للأحمر والأصفر.
ويفترض أن يقتصر دور شمام على “مضاد صدمات” للجزيري المدير الرياضي الرئيسي وصاحب الاختيار والقرار وهو ما جاء ليفتح الباب أمام تأويلات عديدة حول تقاسم كعكة المنتخب والتعيينات بالصداقات والانتماءات.
بين الترجي والنجم
لئن اقتصرت تجارب سامي الطرابلسي منذ مغادرته للمنتخب عقب خيبة “كان 2013” على تدريبه للسيلية القطري تحت قيادة صديقه عبد الله العيدة إلا أن مساعديه المنتظرين مجدي التراوي وأيمن البلبولي لا يمكن أن يكونا مؤهلين لمنصبيهما.
ولا يوجد في مشوار التراوي إلا عمله كمساعد في الترجي الرياضي مع خالد بن يحيى ثم معين الشعباني فراضي الجعايدي قبل أن يخوض تجربة أخرى مع المصري البورسعيدي مع معين كذلك.
ولعل الملفت أن التراوي قد اشتغل مع الشعباني في تجربتين لكنه لم يرافقه في تجربتيه مع سيراميكا كليوبترا وحاليا في نهضة بركان حيث فضّل عليه سيف الله حسني.. ونكتفي بذلك..
أما البلبولي فلا يملك في رصيده أية تجربة سواء إدارية أو فنية وبالتالي فإن انطلاقته كمساعد في المنتخب تبدو هديّة ببصمة جهوية واضحة بدايتها في الجامعة من نائب الرئيس حسين جنيح وختامها المدير الرياضي زياد الجزيري.
ولا يبدو خافيا عن أحد أن اختيار البلبولي والجزيري وشمام والتراوي ليس إلا تقاسما للكعكة الفنية في المنتخبات الوطنية بين الترجي والنجم وكأن بقية الأندية كانت عاقرا ولم تنجب من يستحق موقعا بينهم.
الطرابلسي ومعلول
لعب مناصرو نبيل معلول دورا بارزا في نهاية تجربة سامي الطرابلسي مع المنتخب الوطني سنة 2013 ليعبدوا طريقه أمامه لخلافته.
وسرّع معلول من إجراءات رحيله عن اتحاد العاصمة الجزائري أملا في أن يفوز بكرسي المدرب في المنتخب وهو ما استبقه الجزيري ومن معه بالاتفاق مع سامي الطرابلسي ليكون ناخبا وطنيا.
ولم يكن الاتفاق مع الطرابلسي قناعة رياضية لدى القائمين على الملف ذلك أن جلال القادري تم استبعاده مخافة هجوم مواقع التواصل الاجتماعي في حين تعذر الاتفاق مع مهدي النفطي ونصر الدين نابي لأسباب مختلفة ليكون اللجوء إلى القائد الأسبق للنادي الصفاقسي خطوة اضطرارية حفّزتها مساعي معلول للعودة مجددا إلى حظيرة المنتخب.