اعتبرت الباحثة بالمعهد الجامعي الأوروبي (في فلورنسا – إيطاليا) ستيفاني بوسيل، في تصريحات إعلامية، أنّ ما تعيشه تونس، على أبواب الجولة الرئاسية الحاسمة، ليس انقساما وقيام شقّ من الشّعب ضدّ الآخر، إنّما هو مخاض يؤشّر لميلاد مجتمع مسيّس، وحياة سياسيّة حقيقيّة.
ولئن وجدت الباحثة أنّ إحساس التخوّف شرعي، في سياق شابته تصريحات مثيرة للجدل، تبادلها بعض المرشّحين للرئاسة التونسية خلال الحملات الانتخابية، إلاّ أنّها أبدت يقينا راسخا من ضعف الآثار المترتّبة عن مثل هذه الأحداث.
وأضافت بوسيل قائلة: "لا ينبغي أن نخشى النزاع، كما تسعى إلى ترويجه بعض وسائل الإعلام، فالناس لن يتقاتلوا، ولذلك ينبغي التوقّف عن تصديق الأوهام الغربية، والتي تهدف، بشكل غير مباشر، إلى نزع الشرعيّة لمرّات ومرّات عن أيّ دخول فعلي لهذه المجتمعات في السّياسة"، مشيرة إلى أنّه حتى على الصعيد السياسي، فإنّ هذا الاختلاف أو المواجهة بين كتلتين لن يكون أقلّ صحّة من الاستقطاب على الطريقة الفرنسية بين اليمين واليسار.
من جهة أخرى، دعت بوسيل، إلى عدم تناول الوضع التونسي من منظور فرنسي، بما أنّ تونس بصدد تشكيل نموذج خاصّ بها، إذ من باب الحكمة أيضا التفكير في تونس كنموذج مستقلّ تماما، وفي غير حاجة لأن توضع باستمرار في مقارنة مع فرنسا، هذا بالإضافة إلى حقيقة أن بعض الأحداث الدائرة في البلاد تتجاوزها، من حيث إرساء أو بناء مفهوم المواطنة، وتجديد الأفكار والمثل العليا، إلى جانب التحلّي بالالتزام والجرأة.
فهذه "الخصوصية التونسية" برزت تجلّياتها بشكل واضح، حسب الباحثة الفرنسية، من خلال ما خلصت إليه عقب 4 سنوات انتقالية في تونس، "هذه التجربة الفريدة من نوعها"، والتي تظلّ ناجحة بنظرها رغم كلّ ما حفّ بها من صعوبات وشابها من اضطرابات خاصة خلال السنوات الثلاث الماضية.
المصدر: العرب اللندنية