اي إبرة وخزت “تونسنا” لاستحضار روح سليم شيبوب؟!

إذا كانت الثورات معدّة لتجبّ ما قبلها أو كذلك أراد لها الثوّار أن تكون فإنّ كثيرين ممّن ساروا في ركبها تزلّفا أومخافة من أن يجرفهم سيلها سيبقون بالمرصاد لافتكاك المقود في أيّة لحظة 

والعودة بالقاطرة الثّوريّة إلى الوراء.

المشهد السياسي في تونس ومثله الرياضي ظلّ يدور في فلك وجوه الامس القريب سواء من قبل المعارضة اوالحكّام فكلاهما يستميل من انتفض عليه الشعب في سباق محموم لاستحضار الماضي.

رموز الأمس استفاقوا من صدمة الثورة ليجدوا أنّ الواقع المحلّي يطلبهم ويستجديهم ففهموا وهما أنّهم لاعبون رئيسيّون يمكنهم اعادة بسط امجادهم الافلة عبر بسط نفوذهم والعودة من جديد. 

هذه الصّورة تجسّدت ليلة أمس في برنامج "الجمعيّة" على قناة "تونسنا" الذي كان فرصة لإعادة سليم شيبوب مرة اخرى الى الواجهة. فاي ابرة وخزت قناة تونسنا لاستدعاء صهر الرئيس السابق من جديد؟!

شيبوب الذي خرج من تونس عاد إليها من بوابة برنامج "الجمعيّة" كخبير ناصح يمكن أن يستدلّ برأيه لإصلاح واقع الكرة التّونسيّة المتردّي وكأنّ تونس التي أنجبت عبد المجيد الشتالي وحمودة بن عمّار وغيرهما من المسؤولين والفنيّين باتت عاقرا وأرض قاحلة لا وجود فيها لمن ينقذ كرتها.

الغريب في الموضوع أنّ معد الحصّة باغت جميع من في البلاتوه بما في ذلك مقدّمها حيث أخفى عن الحضور أنّ سليم شيبوب هو الطبق الرئيسي وذلك إلى حدود دقائق قبل البث فيما فوجئ به الضيوف أثناء البثّ المباشر.

ظهور شيبوب الأخير كان معدّا له من قبل الفريق الذي أعدّ الحصة وبطريقة الهدف منها أن تلمّع صورته في الدّاخل واستحضار صورته بين محبّيه ولكن يبدو أن من عمل على فرض شيبوب بكل ما يحمله من تجليّات سعى إلى إثارة مبتذلة.

فهمي البرهومي مقدّم الحصّة غادر القناة انتصارا لما يعتقد انه مبدأ تاركا جماعة الجمعيّة (الذين كانوا وراء ظهور شيبوب) في التسلل. 

فالاستنجاد بشيبوب في هذا التّوقيت لا يمكن إلا أن يكون وسيلة للاثارة وجلب مشاهدين لحصة محكومة بالفشل وعدم القدرة على تقديم مادة تجلب مشاهدين جدد فالتجأ صاحبها الى استعمال اثارة مبتذلة  وفي غير محلها.

قد يكون لشيبوب بعض الايجابيّات خصوصا في ما يتعلّق بإضافته للنادي الذي كان يرأسه لسنوات طويلة إلا أنّ ما لا يمكن أن ينكره الكثيرون هو أنّه كان سببا في العديد من المشاكل التي عرفتها الرياضة التونسية دون الحديث عن نشاطه خارج ميدان الرياضة الذي يجعله اليوم محل تتبّع قضائي.
… ويظل السؤال الذي يراود الجميع: اين تتوقف المهنية في استدعاء رموز الامس البائد وافساح  المجال لهم من جديد؟!

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.