هبة حميدي-
أفادت أرملة الشهيد محمود التايب الذي توفيّ بمقر معتمدية بن قردان اثناء عمله بحراسة المقر خلال العملية الإرهابية التي شهدتها بنقردان في السابع من مارس 2016، بانّه تم ايقاف صرف منحة "الإيداع العائلي" التي وفرتها وزارة المرأة لضحايا العملية الإرهابية والتي تقدّر بـ 150 د، والتي حرمت منها ابنتها رنيم.
وبعيون دامعة تحدّثت الأمّ بسمة الجويني، لحقائق اون لاين، عن مدى تأثر وضعها الاجتماعي بعد قطع المنحة فرغم بساطتها الاّ أنّها كانت تسدّ لها باب انفاق.
ولفتت محدّثتنا إلى أن هذه المنحة خصّصتها الدولة لـ"رنيم" ابنة الشهيد التي لم تتجاوز الـ 8 سنوات، وإيقاف صرفها أدّى إلى انقطاعها عن نشاطها الرياضيّ (رياضة الفروسية) وبذلك أبت الصغيرة التحول إلى مدرستها من أجل مواصلة الدراسة لما حزّ في نفسها.
وتضيف الأم ّ في روايتها، أنّه بعد وفاة زوجها خلال العملية الإرهابية انقطع راتبه لأنه كان من عمال الحضائر ولم يكن مرسّما في عمله.
وأشارت محدّثنا إلى أنّها راسلت السلط المحليّة ممثلة في المعتمدية والولاية ومندوبية حماية الطفولة ووزارة المرأة، من أجل إرجاع إسناد المنحة لتعود ابنتها إلى سالف نشاطها.
وأكّدت أنّها تلقت عرضا للتحوّل إلى إحدى الدول الأجنبيّة من أجل العيش مع ابنتها هناك، إلاّ أنها أبت ذلك وفضلت العيش في مدينتها مع أهلها وفي وطنها، لتجد تنكرا لابنة الشهيد، وفق قولها.
وكانت مدينة بن قردان عاشت في حدود الساعة الخامسة من فجر الاثنين 7 مارس 2016، ملحمة حقيقية، حيث أقدمت مجموعة ارهابية تنتمي الى تنظيم داعش متكوّنة من عشرات العناصر المسلّحة على مهاجمة الثكنة العسكرية، في حين توجّهت عناصر أخرى إلى مستشفى المدينة واستولت على سيارة إسعاف وسيارة لأحد الممرضين إضافة إلى قتل ضابطين من الأمن مسؤولين عن مكافحة الإرهاب في منازلهم، ليتم مواجهتهم من قبل الوحدات الأمنية والعسكرية والمدنيين التونسيين ببسالة.
وقد أسفرت هذه العملية عن استشهاد ما يقارب العشرين بين القوات المسلحة والمدنيين بما فيهم طفلة.