انتصار الحصائري :عندما تغتال الأنوثة على قارعة الطريق

تمام التاسعة مساء، المكان العاصمة الليبية طرابلس.

الحدث ليس بذي  اهمية . فقط جثتان داخل سيارة مركونة على جانب الطريق كانتا قبل لحظات تضجان بالحياة قبل ان تخمد رصاصات غادرة صوتيهما الى الابد و يفر الجناة الى جهة مجهولة.

هذا هو التحليل الذاتي لحادثة اغتيال الناشطة المدنية انتصار الحصائري و عمتها الليلة البارحة في ليبيا  . اما التالي فهو الخبر حسب ما تداولته وكالات انباء ليبية و عالمية.

"قال مصدر أمني في العاصمة الليبية (طرابلس)، في ساعات الصباح الأولى اليوم الثُلاثاء، إنَّهم تلقوا بلاغًا على تمام الساعة التاسعة مساء الاثنين، يُفيد بوجود سيارة مركونة منذ فترة، فتوجَّهت قوة إلى عين المكان، فتمَّ العثور على جثتين بالسيارة.

وأكد المصدر لـ«بوابة الوسط»، أنَّ البحث الجنائي أُبلغ بالحادثة، ونُقلت الجثتان إلى مستشفى الحوادث أبوسليم في طرابلس، وتمَّ التعرُّف على الناشطة الحقوقية انتصار الحصائري وعمتها عن طريق الهاتف.
وأوضح نفس المصدر أنَّ الجثمانيْن سينقلان إلى الطب الشرعي اليوم لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وتسليمهما لذويهما."
المصدر :بوابة الوسط –انترنيت"

من هي انتصار الحصائري؟

·    ناشطة مدنية و حقوقية من مواليد 1980 .مقيمة في بنغازي .ناشطة في حركة التنوير الليبرالية 
وهي حركة مدنية تؤسس للمعرفة بانها الحل  للنهوض بليبيا من جديد و غايتها  تنمية التفكير الناقد ، وتشجيع الإبداع والابتكار والخروج عن المألوف.

عرفت انتصار بحراكها الحقوقي لبناء دولة القانون في ليبيا .شاركت في  مسيرات منذ ثورة فيفري 2011 تنادي بتحرير المراة من القيود الاجتماعية الرجعية  واعطائها الفرصة كاملة في التعليم و الشغل و حرية التعبير و الفكر و كانت تدعو ايضا لتقنين حمل الاسلحة و ارساء دعائم الدولة المدنية في ليبيا كما عرفت بمناهضتها للميليشيات المسلحة.

تم اغتيالها غدرا مساء 23 فيفري 2015  بالرصاص و لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث.

سلسلة من الاغتيالات و الحكومة تشارك بالتنديد و الاحتجاج ؟؟؟

الرد الرسمي على الاغتيال جاء مهينا حيث اكتفت   الحكومة الليبية التي يعترف بها المجتمع الدولي ومقرها في شرق البلاد بالتنديد بالحادثة بل و اعلنت في بيان لها اليوم ان طرابلس غير آمنة وتحت تهديد الإرهاب.

اعلان غريب من حكومة عبد الله الثني "المنتخبة " و التي كان من المفروض ان تحفظ الامن للمواطنين لا ان تنعاهم في بيان و تنعى معهم الامن و السلام في البلاد.

اغتيال الصوت النسائي الحر لم يبدأ مع جريمة انتصار الحصائري فقد سبقها اغتيال المحامية و الناشطة الحقوقية الليبرالية سلوى بو قعيقيز في 25 جوان  2014  بالرصاص امام  منزلها في رسالة واضحة من الميليشيات الاسلامية الرجعية ان لا صوت للمرأة اللبيبية يمكن ان يعلو فوق اصوات السيطرة الذكورية المتخلفة و المناهضة لحقوق المراة في ليبيا، و ان ما كسبته المراة اللبية في الثورة من حرية و حق التواجد جنبا الى جنب مع الرجل بعد عقود من القمع لن يستمر.

هكذا اصدرت الميليشيات الاسلامية المسلحة حكم الاعدام على الناشطين الليبراليين واحدا تلو الاخر دون رحمة و على مراى و مسمع من الحكومة الليبية التي فشلت في تحقيق الامن و صرفت كل جهودها على تركيز صفقات النفط و تامين المنشات النفطية متغاضية امام المد الارهابي  المسلح الى ان اصبح يحتل شوارع المدن و يغتصب الحياة من كل الاصوات الحرة .

الاعلام العالمي وملف الاغتيال في ليبيا

الرد الحكومي المريب ليس وحده المدان فالاعلام العالمي ايضا له نصيب في  القضية  بمروره عابرا على قضايا الاغتيال في ليبيا كأن الشعب الليبي موعود للموت والاغتيال و كأن الدماء الليبية لا تستحق حتى التفكير بشانها.

الصراع المسلح على الاراضي الليبية ساوى بين القتلى فاضحى اغتيال المواطنين و الناشطين  مساويا لقتل افراد من داعش  .. مجرد خبر تمر عليه الصحافة العالمية و المحلية مرور الكرام  فيما يواصل الشباب الباحث عن الحرية و دولة القانون و المؤسسات دفع دمائهم ثمنا لصراعات الميليشيات المسلحة من جهة وقوات حفتر من جهة اخرى.

لعبة القتل في ليبيا مستمرة و السؤال كم من الضحايا لازالوا ينتظرون السقوط  حتى تفهم كل الاطراف المتصارعة ان  اخوانهم و اهاليهم هم من يدفعون ثمن حرب النفط و النفوذ على الاراضي الليبية ؟ و كم سيستغرق من دماء الاعلام العالمي حتى يرى ان اغتيال ناشطة ليبية واحدة يستحق التوقف عنده  مثله مثل اغتيال مواطن في اوروبا و امريكا و ان قيمة الانسان واحدة في المنظومة الانسانية ؟؟؟

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.