انتحار لاعبة الكمبو وتلميذة الباكالوريا “بشرى” في نفس اليوم الذي انتحر فيه شقيقها

استفاق أهالي حي سيدي منصور بسجنان من ولاية بنزرت اليوم الخميس، على فاجعة انتحار الفتاة بشرى المعلاوي، المتألقة في رياضة الكمبو، والتي تستعد لاجراء اختبارات مناظرة الباكالوريا.

واختارت بشرى انهاء حياتها شنقا بحزامها الرياضي ليلة الأمس داخل غرفتها، واختارت نفس اليوم الذي انتحر فيه شقيقها قبل 7 سنوات (24 ماي 2016) لإنهاء حايتها فيه، وفق ما أفاد به الصحفي الشاذلي عرايبية (جار الفتاة)، في تصريح اليوم لحقائق أون لاين.

وقال الشاذلي عرايبية، إن بشرى فتاة رياضية متألقة وكان قد أجرى معها سابقا مقابلة صحفية عندما فازت وفريقها في بطولة لرياضة الكبمو، مضيفا أنها مقبلة على الحياة رغم أنها عاشت مأساة انتحار شقيقها الأكبر عندما كان يبلغ من العمر 10 سنوات، وهي ما تزال صغيرة السن.

وتحدث عرايبية عن آخر لقائه مع بشرى، وكان ذلك يوم أمس وقبل انتحارها بأربع ساعات، حيث لاحظ أنها على غير عاداتها وكان يبدو عليها الاضطراب ولونها مخطوفا، لكنه لم يخطر بباله مطلقا أنها قد تكون في تلك اللحظة تفكر في وضع حد لحياتها.

وعن دوافع إقدام بشرى على الانتحار، وهل أن الظروف الاجتماعية دفعتها لذلك؟: قال الشاذلي عرايبية: "استبعد جدّا أن يكون الوضع الاجتماعي هو السبب لأن عائلة الفتاة مستقرة ماديّا وليست من العائلات المعوزة أو التي تعاني ظروفا اجتماعية قاسية علاوة على أنهم من "عائلة كبيرة"، لكن ما يمكن قد دفع الفتاة إلى الانتحار هو الجو العام المخيم على والديها منذ انتحار شقيقها".

وتابع في ذات السياق، بأنه منذ انتحار شقيق بشرى، دخل الوالدان في حالة من الاكتئاب والصدمة والذهول، ولم يستطيعا الخروج منها حتى بعد مرور أعوام، وهو ما أثر على بشرى سلبيا، التي حاولت مرارا إخراج والديها من هذه الحالة وقاومت كثيرا لكنها استسلمت في النهاية، ويبدو أن الجو العام العائلي كان سببا من الاسباب.

وبين أن منشوراتها الأخيرة على الفيسبوك كانت متشائمة، وتدل على أنها في وضع نفسي صعب.

وعن حالة والديها، وصفها الشاذلي عرايبية بالمنهارة، "فليس من السهل عيش الفاجعة مرتين وفي نفس اليوم"، مضيفا أن جميع تلاميذ المعهد الذي تدرس به بشرى قدموا إلى منزلها وسط حالة من الذهول والصدمة.

واعتبر محدثنا أن هذه العائلة تخلت عندها الدولة حيث كان يفترض أن تتولى مصالح الشؤون الاجتماعية أو وزارة المرأة توفير الاحاطة النفسية اللازمة بالوالدين وببشرى منذ أن كانت طفلة صغيرة، ومرافقتهم إلى حين التأكد من أنهم عادوا إلى ممارسة حياتهم الطبيعية، داعيا إلى ضرورة التعهد العاجل بوضعية الشقيق الأصغر حتى لا يلقى نفس المصير.

وماتزال جثة بشرى لدى الطبيب الشرعي للتأكد من أسباب الوفاة..

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.