هبة حميدي-
يقول الشاعر السوري ادونيس"أقسى السجون وأمرها تلك التي لا جدران لها" وهو نفس الرأي الذي ذهبت اليه السجينة القابعة في سجن صفاقس حينما كانت حاضرة مع المساجين الذين شاهدوا فيلم "بيك نعيش"الذي تم عرضه الثلاثاء 22 ديسمبر في سجن صفاقس.
احتضن سجن صفاقس فيلم "بيك نعيش" الذي أثار مواضيع محرمة في المجتمع التونسي، ودارت احداثه في تطاوين، وقد نال الفيلم اعجاب المساجين الذين اشرأبت أعناقهم الى الشاشة بكل تركيز، وفتح بابا للنقاش وتبادل الراء حول مضمونه.
وتقول السجينة التي لها ملكة تفكير وخيال لا حدود له وبلغة سلسة تتخللها كلمات فرنسيّة ان "السجن الحقيقي هو الذي في عقولنا، من يريد ان يشعر بالحرية فهو حرّ، الامر ليس مرتبطا بالجدران، يمكن ان تكون سجينا وانت تتجول خارجا في الشارع، وشخصيا ارى مساجين في الخارج،، انا لست سجينة اينما أكون انا ستوجد الجنة، الجنة هي التي تتبعني، ليس المكان هو الذي يحددها وانما ذواتنا".
وتقول السجينة الحرة في تفكيرها وخيالها: ان "سينما السجون" حملت في ثناياها ايمانا بانسانية السجناء وبوجود فنان داخل السجين ووصفت هذه اللفتة السنوية بالشرف.
ووجهت السجينة المبدعة نداء الى المنتجين والمخرجين من اجل تبني ابداعاتها وقالت "عندي كتابات وسيناريوهات اتمنى ان اجد من يتبناني لبلورتهم في شكل فيلم او مسلسل انا حاضرة ولي العديد من المشاريع الفنية من مسرحيات وأفكار.. فأين انتم".
من جهته عبّر شاب اخر يقبع بالسجن وكان من بين المتفرجين، عن اعجابه بالفيلم وخاصة بشخصية الزوج والد عزيز (يؤديه المبدع سامي بوعجيلة) الذي دفع 150 الف دينار من اجل انقاذ طفل بلون الشكلاطة من الذبح على يد تاجر اعضاء.
كما انه احب شخصية "سامي بوعجيلة" وتضحياته من اجل "عزيز" رغم انه ليس اباه البيولوجي، اضافة الى النظرة التي جمعته مع زوجته (التي ادت الدور الرائعة نجلاء بن عبد الله) في نهاية الفيلم والتي تدل على فتح باب التسامح بينها، وقال: اعجبني دوره والرسائل المفعمة بالحب والانسانية التي اوصلتها الشخصية عبر الفيلم.
يذكر أنّ إدارة مهرجان أيام قرطاج السينمائية أعلنت عن عرض 6 أفلام في 5 سجون تونسية ضمن فعالية "السينما في السجون"، واحتض سجن صفاقس الفيلم الروائي بيك نعيش للمخرج التونسي مهدي برصاوي.
