تعيش تونس اليوم الأربعاء 9 أفريل 2014 على وقع الذكرى الـ76 لعيد الشهداء أو ما يسمى بثورة 9 أفريل 1938 والتي جاءت على إثر مظاهرتين بالعاصمة التونسية للمناداة بالحرية وتحديدا بـ"برلمان تونسي"، وخرجت إحداهما من ساحة الحلفاوين بقيادة علي البلهوان والأخرى من رحبة الغنم يقودها المنجي سليم.
وخرجت المرأة التونسية في تلك المناسبة للتظاهر لأول مرة متى سقط العشرات برصاص الاحتلال الفرنسي وأعقبت ذلك حملة قمعية واسعة شملت قيادات الحركة الوطنية آنذاك.
وتبقى أحداث 9 أفريل 1938 المنعرج الحاسم في مسيرة الكفاح الوطني، بل كانت مرحلة هامة لها من الفضل الكثير في الإعداد لمحطات سياسية لاحقة أدت في النهاية إلى نيل الاستقلال (20 مارس 1956) ثم إعلان النظام الجمهوري (25 جويلية 1957).
ولعل أسوء ذكرى لهذا العيد عاشها الشعب التونسي كانت إبان الثورة وتحديدا سنة 2012، حيث قام رجال الأمن باستعمال العنف والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين قصدوا شارع الحبيب بورقيبة صبيحة الاثنين 9 أفريل 2012 لإحياء الذكرى 74 لعيد الشهداء للاحتجاج ضد تعثر سياسة الحكومة المؤقتة في توفير مواطن الشغل ودفع التنمية في الجهات.
وعلى أمل أن يمر الاحتفال هذه السنة في أحسن الظروف وبطريقة سلمية وتنظيم محكم لا يبقى سولى أن نترحم على أرواح شهدائها الأبرار منذ الاحتلال الفرنسي الغاشم إلى اليوم.
