“النور 3.0”: آن للناشئة أن تعرف أن للنساء تاريخ

خديجة السويسي-

"إن تاريخ العالم ليس إلا سيرة الرجال العظماء" (توماس كارليل)
 
لطالما كانت النساء بالنسبة للأغلبية على هامش التاريخ فلا نجد الكثير من الكتب والمراجع التي توثق إنجازاتهن ومساهمتهن على مر الحقب الزمنية التي عاشتها الانسانية. كما لا نجدهن ضمن المراجع المدرسية المتعلقة بالتاريخ والعلوم والموسيقى إلا في حالات قليلة يكون الحديث عنهن فيها بطريقة سطحية دون الغوص في ما أنجزن. 
 
ومن هذا المنطلق وعملا بمقولة "من لا تاريخ له، لا حاضر له" ،اتجه مركز البحوث والدراسات والتوثيق والاعلام حول المرأة نحو العمل على كتابة وتوثيق تاريخ النساء بالاعتماد على مقاربة شمولية تجمع بين التأريخ العلمي والتوثيق المادي للذاكرة الجمعية والتوعية بهذا التاريخ. وفي هذا الاطار تتنزل تظاهرة "النور 3 .0" التي أنجزها المركز في ولاية "القصرين" بالشراكة مع "بلدية النور" وبدعم من منتدى الفدراليات الكندي.
 
تتنزل هذه التظاهرة في إطار عمل المركز على تطبيق مبدأ اللامركزية في الدفاع عن حقوق النساء وتهدف إلى تسليط الضوء على تاريخ نساء فاعلات في مختلف المجالات على الصعيد الوطني والدولي. كما تهدف إلى تكريم نساء شهيدات الارهاب والواجب بولاية القصرين وذلك من خلال إطلاق أسماء عدد منهنّ على أنهج وشوارع "حي القضاة" ببلدية النور من ولاية القصرين.
 
تضمنت التظاهرة ندوة لتقديم المبادرة تخللها معرض لوحات رقمية لمجموعة النساء اللاتي تمّ اطلاق أسمائهن على مجموعة من الأنهج والشوارع. وتعتمد هذه اللوحات على تكنولوجيات الجيل الثالث للواب اذ تتضمن  تطبيقة "رمز الاستجابة السريعة QR Code" الذي يربط هذه اللوحات بموقع Tunisie en QR code وهو موقع يعمل على اثراء الذاكرة الجمعية بتاريخ نساء ورجال كانت لهم/ن اسهامات هامة في الرقي بالشعوب.
 
هذا وعمل الكريديف من خلال القائمة الاسمية للنساء على تخليد أسماء شهيدات منطقة القصرين انتصارا لكل نساء تونس والعالم اللاتي فقدناهن نتيجة للإرهاب الغاشم وخلاياه في الجبال التونسية وتحديدا جبال "سمامة" و "السلوم" وشهيدات العلم الخمس المعلمات اللاتي فقدناهن بسبب حادث مرور قاتل في 25 فيفري 2020. هذا ولم ولن ننسى مناضلات تونس اللاتي قاومن المستعمر بالفكر والساعد.
 
كما تضمنت القائمة الاسمية مناضلات ورائدات من تونس والعالم على غرار نقيبة الصحفيين السابقة "نجيبة الحمروني" والمناضلة الافريقية-الامريكية "روزا باركس" وذلك بهدف توعية الناشئة في منطقة القصرين بمساهمة النساء الرائدات وبنضالاتهن من أجل ترسيخ قيم المساواة ونبذ التمييز من خلال التاريخ.
 
هذا ونذكر بأن الكريديف وفي اطار تعريفه بتاريخ النساء وبمناسبة الاحتفال بثلاثينيته في 13 أوت 2020 أعاد طباعة كتاب "شهيرات التونسيات" لحسن حسني عبد الوهاب في حلة جديدة مرفقة برسومات فنية تحاكي الشخصيات النسائية الموجودة في المؤلف. كما شرع المركز في انجاز موسوعة النساء لتكون أول موسوعة توثق تاريخ النساء في تونس. 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.