ما إن صرح مكتب الرابطة الوطنية بالعقوبات التي تم اتخاذها يوم أمس حتى ثارت ثائرة مسؤولي النجم الرياضي الساحلي على خلفية الحكم بايقاف نشاط المهاجم بغداد بونجاح لمدة ست جولات جراء حركة لاأخلاقية قام بها عقب تسجيله هدف المباراة الوحيد أمام النادي الإفريقي. حسين جنيح المدير التنفيذي لفريق جوهرة الساحل عبر عن رفض الفريق للعقوبة مشيرا إلى أن ليتوال سوف ينسحب من السباق إذا لم يتم التراجع عنها.
"جنيح الصغير" لم يترك منبرا إعلاميا إلا واستغله ليمارس تهديدات فريقه بالانسحاب وهو ما تعمد فعله زياد الجزيري المدير الرياضي للفريق. المديران المعينان من رضا شرف الدين رئيس الفريق تماديا في غيهما بل أنهما استعملا صلاحيات ليست من مشمولاتهما وذلك في تصريحاتهما الأخيرة التي جاءت مهددة بالانسحاب.
شرف الدين انتظر أن تمر ليلة أمس ليعلن اليوم أنه "من غير المعقول أن يقع التهديد بالانسحاب من البطولة فتقاليد ليتوال التي تناهز 88 سنة لا تسمح بأفعال مماثلة فالنجم الساحلي مؤسسة عريقة ومسؤولة وستظل مثالا حسنا وبالتالي لا بد من احترام الهياكل والقانون حيث سيقدم الفريق استئنافه القرار وفقا للتراتيب الجاري بها العمل."
رئيس ليتوال قال انه يتفهم غضب أنصار الفريق الذي يجدون أن فريقهم مهضوم الجانب ومستهدف لكنه لا يستطرد بالقول انه لا بد من احترام عراقة مدرسة النجم وعدم الانخراط في متاهات لن يستفيد منها الفريق.
تصريحات رضا شرف الدين جاءت بمثابة الصفعة القوية لمساعديه حسين جنيح وزياد الجزيري اللذين رفعا من حدة التوتر في الساحل ككل وليس في محيط النجم الساحلي فحسب بفعل تصريحات غير مسؤولة سرعان ما تداركها رئيس الفريق صباح اليوم. شرف الدين لم يكن يبحث فقط عن تهدئة الخواطر على ما يبدو إذ أن المتأمل في كلامه يلاحظ عدة رسائل مشفرة إلى جنيح الابن وفتاه المدلل زياد الجزيري مفادها أنه لا يزال الرئيس وبالتالي فما عليهما إلا العودة إليه قبل اتخاذ قرارات ليس من صلاحياتهما بما يمس من صورته كقائد لسفينة الفريق.
رضا شرف الدين اختار كلماته بعناية وركز حديثه حول ضرورة الانضباط لمؤسسة النجم الساحلي وهو ما فهمه الكثيرون على أنه كلام موجه إلى جنيح والجزيري اللذين استطاعا عزل جلال كريفة نائب الرئيس ناهيك أن هناك اليوم من يتحدث عن فرص منحها ابن الرئيس الأسبق لنائب الرئيس الحالي وكأنه القائد الفعلي لسفينة النجم.
حديث شرف الدين رغم طابعه الرصين والداعي إلى التهدئة فإنه حفل بمعاني واضحة قوامها احترام التسلسل الهرمي في الفريق واحترام تقاليده التي تتجاوز 88 سنة.. فهل وصلت الرسالة؟