النادي الإفريقي: الكبير يكسب رهان المعنويات.. وسيناريو مثير يعيد الحدادي

وجد النادي الإفريقي أخيرا سبيله إلى سكة الانتصارات وذلك بعد تغلبه يوم أمس على الاتحاد المنستيري في مباراة أوفت بوعودها في الجملة. نادي باب الجديد خرج بعدة معطيات مهمة بعد هذا اللقاء أولها تجاوز خط هجومه هامش الهدفين في كل مباراة بتسجيل ثلاثية فضلا عن هوية اللاعبين المسجلين.

أهداف الأفارقة سجلها لاعبون يعيشون أضعف فتراتهم مع الفريق .فالبراطلي قدم يوم امس أفضل مباراة له هذا الموسم في حين يمكن التأكيد أن هدفي اليعقوبي وايزيكال على درجة بالغة من الأهمية لكليهما فالتشادي كان بحاجة لهدف يعيد إليه الروح وينتشله من مرحلة الشك الذي تولد عن سوء الحظ الذي رافقته في الآونة الأخيرة في حين احتاج "دالي" إلى نقطة انطلاق جديدة تعيده له توهجه الذي فتر منذ جولات جراء غياب المنافسة.

رهان المعنويات

لم يغير الإطار الفني الشيء الكثير في الإفريقي فنيا وتكتيكيا وهو ما يعترف به المنذر الكبير نفسه لكن الملاحظة البارزة في هذا السياق هي العمل النفسي الكبير الذي قام به مع بعض اللاعبين وقد نجح في ذلك بنسبة مائوية عالية. الأحمر والأبيض لم يقدر على الفوز كلما سجل في مرماه هدف هذا الموسم وقد كان عاجزا عن رد الفعل في 7 مناسبات قبل خلالها أهدافا حيث يتعادل أو ينهزم (أمام قابس في الجولتين 4 و19 ثم النادي البنزرتي في الجولة 9 والنجم الساحلي في الجولة 10 والسي أس أس في الجولة 16 وجريدة توزر في الجولة 18 وقوافل قفصة في الجولة 20) لكن في مباراة الأمس تجاوز الإفريقي عجزه وحقق الفوز بعد تعديل المنستير.

هذا على مستوى الفريق لكن على مستوى اللاعبين يمكن التأكيد أن الحصاد يبقى أفضل فمردود عدة لاعبين تطور بشكل كبير لا يمكن أن يكون إلا نتاج عمل ذهني بعيدا عن الفنيات أو العامل البدني المتوفرين في الرصيد البشري.. حالات كهتان البراطلي وايزيكال وعبد المومن جابو تكشف بوضوح قيمة ما أنجز من عمل على هذا الصعيد وهو ما يستحق الوقوف عنده.

الكبير جازف بالحدادي

فاجأ المنذر الكبير الجميع بتشكيلته الأساسية وخاصة في خطة الظهير الأيسر حيث عول على أسامة الحدادي أساسيا وهو الذي كان خارج التربص الخاص بالمباراة. "نينو" لم يكن جاهزا للقاء على عدة أصعدة سواء فنيا أو بدنيا أو ذهنيا باعتبار أنه كان خارج قائمة المدعوين قبل أن يتم استدعاؤه ليلة المباراة ليلتحق بزملائه ليعوض البوسليمي الذي تعرض للإصابة.

دعوة الحدادي خالفت رغبة الدكتور محسن الطرابلسي الذي لم يكن يحبذ التعويل على اللاعب لعدم بلوغه الجاهزية البدنية الكافية ولكن مع ذلك نجح الحدادي في وقت كان يمكن أن يفشل الكبير ولكن يمكن التأكيد أن عامل الثقة والقدرة التواصلية هو الذي حدد هذا الاختيار فقد علمنا أن المدرب قد سأل اللاعب عن قدرته على اللعب فكان رده ايجابيا ليتم التعويل عليه في النهاية.

هذه المعطيات قد لا تتبادر إلى ذهن من تابع ما قدمه ظهير الإفريقي يوم أمس ولكن إذا علمنا أن الحدادي هو أحد أبناء النادي لا يمكن أن نتوه عن الإجابة فالأحمر والأبيض لا يمكن له أن ينجح إلا بأبنائه و"نينو" أحدهم.

الحداد لربع ساعة

تشهد تشكيلة النادي الإفريقي بمناسبة مباراة الدربي عودة لاعب الجناح ماهر الحداد الذي سيكون تحت تصرف الإطار الفني للفريق. الحداد ليس جاهزا بالدرجة الكاملة ولكن التعويل عليه أثناء اللعب يبقى متاحا للإطار الفني فاللاعب تجاوز مخلفات الإصابة وانضم إلى المجموعة منذ أيام حيث يتدرب بالكرة بصفة عادية لكن إدماجه في التشكيلة يتطلب وقتا إضافيا وهو الذي غاب عن التشكيلة منذ يوم 19 جانفي الفارط حينما تعرض إلى إصابة كادت تنهي موسمه أمام شبيبة القيروان.

اللاعب أبدى حماسة كبرى ليعود إلى سالف مستواه وإلى أجواء المباريات وقد أكد في هذا السياق أنه سيحاول بذل قصارى جهده وسط هذا الأسبوع لإقناع الإطار الفني بضمه إلى قائمة اللاعبين المعنيين بلقاء دربي العاصمة يوم الأحد القادم.

العيفة والبقية

اللاعب الوحيد الذي سيغيب عن لقاء الدربي ولن يكون باستطاعة الإطار الفني الاستنجاد به هو بلال العيفة الذي أنذره الحكم الدولي محمد بن حسانة يوم أمس أما البقية فسيكونون على ذمة الكبير متى أراد الاستنجاد بهم.

خالد القربي وحمزة العقربي هما أبرز اسمين ستشهد التشكيلة الاعتماد عليهما في دربي العاصمة بعد غياب .الأول عن آخر لقاءين ودخول الثاني أثناء اللعب في مباراة الأمس. الكبير خير الإبقاء على اللاعبين على بنك البدلاء لحمايتهما من الحصول على الإنذار الثالث في رصيدهما فضلا عن تمكينهما من بعض الراحة المطلوبة قبل مباراة تكتسي أهمية بالغة لنادي باب الجديد لاستعادة آماله في المراهنة على اللقب أو البقاء ضمن دائرة المعنيين بالمرتبة الثانية المؤهلة إلى دوري أبطال إفريقيا والتي تعد منجزا في حد ذاتها.

دربي العاصمة سيدخله النادي الإفريقي برصيد مكتمل فحتى علاء الدين البوسليمي سيكون جاهزا ذلك أن الإصابة التي اشتكى منها لا تكتسي خطورة بالغة وتبعا لذلك سيكون على ذمة مدربه.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.