المهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات يستلهم معلقته من أثر “بول كلي”

 يسرى الشيخاوي-

"الحمامات وجامعها" لوحة للفنان الألماني "بول كلي" تماهى فيها الفني والحسي وامتزج فيه الأسلوب المختلف بالإيحاءات الضاربة في العمق، لوحة تكشف عن بعض من شخصية فنان يطوع اللون والفضاء ليروح حكايات مدادها من ضوء.

هذه اللوحة التي تغويك بتأمل تفاصيلها التجريبية والتوصيل في ألوانها الناطقة بأكثر من لغة، تزين المعلقة الرسمية للمهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات الذي تنعقد دورته التأسيسية من الرابع إلى الحادي عشر من شهر جوان المقبل.
 

وبول كلي فنان ألماني (1897-1940) زار  ورفيقيه أوغست ماكي ولويس ماييه تونس، عام 1914،  متأثرا بأعمال الفرنسي هنري ماتيس والروسي كاندينسكي التي رسمت له بعض ملامح "الجنوب" الساحر ومتبعا صوتا نابعا داخله يدعوه الى اقتفاء الضوء في ثنايا البلد الزاخر بالأسرار.

بعد مدينة تونس، كانت مدينة الحمامات وجهته  واستأثرت بصفحات من يومياته وراودت قريخته الفنية لتجود بلوحات صورت تفاصيل الحمامات كما يحسها ويستشعرها داخله، جميلة ساحرة ومبهرة تحتمل أكثر من قراءة وتأويل.

والعلاقة بين هذا الفنان وتونس لا يمكن اختزالها في كونها مصدر إلهام فحسب فهي تتعداه الى إشباع الروح والتشبع بذرات الفضاء، هلقاء أشبه بلقاءات السينما تلك اللقاءات التي يعانق فيها المرء ذاته بعد رحلة بحث مضنية، ولعل هذه النقطة هي التي لفتت الأنظار الى المعلقة الرسمية للمهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات التي تنبئ بفلسفة مختلفة.

وكان المخرج السينمائي التونسي المختار العجيمي قد أعلن عن موعد تنظيم الدورة التاسيسية للمهرجان الدولي للسينما بالمنطقة السياحية ياسمين الحمامات (ولاية نابل) وذلك من 04 الى 11 جوان القادم.

وقال في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء اليوم الاثنين ان

والمهرجان سيكون "منطلقا لتعزيز الاشعاع الثقافي والسياحي لتونس على المستويين العربي والدولي، ومحطة لتوجيه الانظار نحو مدينة الحمامات كوجهة سياحية وفنية وملتقى السينمائيين والفنانين من مختلف انحاء العالم"، وفق ما أفاد به العجيمي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء.

و"تحضيرات المهرجان انطلقت بفتح باب الترشح بداية من يوم 15 فيفري امام اصحاب وصناع الافلام السينمائية التونسية والعربية والاجنبية للمشاركة في مختلف اقسام المهرجان لاسيما منها المسابقة الرسمية التي تتضمن مبدئيا مشاركة 12 فيلما روائيا طويلا و6 افلام وثائقية و10 افلام قصيرة".

ومن اهم اقسام المهرجان، حسب العجيمي،" قسم "مختارات من السينما التونسية" باعتباره " النافذة التي تفتح امام رواد المهرجان للاستمتاع بالسينما التونسية عبر عرض مجموعة هامة من الافلام السينمائية التونسية شكلت على امتداد عقود الهوية الحضارية والتاريخية والفنية للسينما التونسية وكانت ولا تزال عنوانا للابداع في مجال الفن السابع".

والدورة التاسيسية للمهرجان الدولي للسينما بياسمين الحمامات  تأتي "لتعطي دفعا جديدا للسينما التونسية من خلال التنظيم والاستضافات الفنية التي ستكون على اعلى مستوى إذ ينتظر حضور وجوه سينمائية معروفة عربيا ودوليا مثلما ستكون ملتقى صناع السينما ورجال الاعمال لاثراء المشهد الثقافي التونسي واتاحة الفرصة لتبادل الخبرات، وانجاز مشاريع سينمائية مشتركة " وفق المخرج مختار العجيمي.

والمهرجان ينتظم بدعم من وزارة الشؤون الثقافية، والمركز الوطني للسينما والصورة، والاتحاد الاوروبي فضلا عن مساهمة بعض رجال الاعمال والهياكل الاقتصادية ليكون مهرجانا يضاهي في هيكلته وتنظيمه مهرجان "الجونة" السينمائي بجمهورية مصر العربية"، وفق قوله.

 

المعلقة الرسمية للمهرجان

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.