تواصل الجامعة التونسية لكرة القدم طريقها إلى المجهول غير عابئة بأية انتقادات توجه إليها بغاية تعديل الرمي حيث أتحفتنا مساء أمس بإعلانها برمجة مباراة ودية أمام المنتخب المالي ستكون مدينة "ليبروفيل الغابونية" مسرحا لها قبل التحول إلى مقر الإقامة بمدينة "ايبيبيين" بغينيا الاستوائية..
الجامعة قامت ببعض التحويرات على البرنامج التحضيري للمنتخب إذ عوض السفر يوم 14 جانفي من مطار المنستير سيضطر الوفد لتقديم موعد مغادرته إلى الاثنين 12 جانفي حتى يتسنى له أن يخوض مباراة مالي..
طبعا قد يظن من فاوض جامعة مالي أن المنتخب سيستفيد من هذه المباراة لكن على ما يبدو أن المستفيد لن يكون سوى المنافس الذي سيخوض تربصا إعداديا تحتضنه مدينة بيتام الغابونية انطلاقا من يوم 3 جانفي يجري خلاله لقاءان وديان يجمعانه بالمنتخب الجنوب إفريقي يوم 9 والغابون يوم 12 جانفي..
وتبعا لذلك لن يكون الماليون بحاجة إلى القيام بتنقل شاق لمواجهة تونس بعد ذلك بـ24 ساعة من مواجهتهم للغابون في حين أن منتخبنا سيلاقي الجزائر يوم 11 ثم سيطير يوم 12 إلى ليبروفيل على أن يواجه مالي يوم 13 ثم يتحول إلى باتا في غينيا الاستوائية بالطائرة ومنها إلى "ايبيبيين" يوم 14 جانفي..
المنتخب سيعيش إرهاقا وضغطا كبيرين طيلة أربعة أيام من مواجهة الخضر وإلى غاية بلوغ مدينة الإقامة في "الكان" حيث سيقضي ساعات طويلة في التنقل وسط مواجهتين قويتين وهو ما قد ينعكس سلبا على صحة اللاعبين واستعداداتهم وهو ما يخلفه ذلك من إصابات لا قدر الله..
الجامعة أجبرت على تفادي أخطائها في البرمجة لتجد نفسها مطالبة باتخاذ قرارات ترقيعية قد تكون نتيجة وخيمة على حضور النسور في الموقعة الإفريقية..
الخبط العشواء ليس حكرا على جامعة كرة القدم فالسيد الموقر مدرب النسور حمل أمتعته منذ أيام وعاد إلى بلاده ليقضي عطلة الأعياد بين الأهل أما مهامه على رأس النسور فهي آخر ما قد يأتي على ذهنه..
ليكانس أعلن في وقت سابق أنه سيجري تربصا للمحترفين بين 22 و30 ديسمبر حتى لا يتأثروا بالركون إلى راحة مطولة جراء توقف نشاط الدوريات الأوروبية بسبب عطلة الميلاد غير أن التربص وقع إلغاؤه بتعلة أنه لم يبرمج بقدر ما وضع الإطار الفني نفسه تحت تصرف اللاعبين العائدين من أوروبا ولكن ها قد مضت أربعة أيام دون أن يتدرب أحد تحت رعاية الإطار الفني للنسور..
البلجيكي آثر أيضا الاحتفال بأعياد الميلاد مقاطعا نشاط الرابطة المحترفة الأولى رغم قيمة مباريات الجولات الثلاث الأخيرة التي ضمت في برمجتها مواجهة دربي العاصمة الكبير بين الترجي الرياضي والنادي الإفريقي..
الدربي الأول لـ"ليكانس" في تونس لم يغره للبقاء من أجل مواكبته وبالتالي التواجد إلى جانب لاعبيه الدوليين في الفريقين خصوصا أن عددا محترما منهم سيوجه إليه الدعوة في القائمة التي سيعلن عنها يوم غد السبت..
قائمة سيكشف عنها في غيابه وهو ليس مضطرا لعقد ندوة صحفية تناقش فيها اختياراته فقد سبق أن عقد واحدة منذ أسبوعين اتضح الآن أنها عقدت للتغطية على سفره إلى بلاده من أجل عطل الأعياد..
البلجيكي يبدو في موقعة قوة بفعل نتائجه في التصفيات ولكن ذلك لا يمكن أن يسمح له بالتمادي في غيه لكن إذا كان أهل الجامعة عاجزين عن ردعه فطوبى له مسؤولين من صنف الخانعين..
