المنتخب الوطني: البنزرتي يسقط في التناقضات.. وعودة إلى مربع المجاملات ورفع المعنويات

بقلم: محمد عبدلي-


وجه الناخب الوطني فوزي البنزرتي الدعوة إلى قائمة ضمت 23 لاعبا وذلك استعدادا لمواجهة منتخب النيجر في حوار مزدوج فصله الأول في تونس يوم 13 أكتوبر وشوطه الثاني في نيامي يوم 16 من نفس الشهر.
 
قائمة المنتخب الوطني التي تأجل إصدارها من صباح أمس إلى مسائه خلفت جدل العادة بما أن الفني العجوز فوزي البنزرتي انقلب على كل المفاهيم التي كان يتبناها ويسوّق لها طيلة سنوات حرمانه من تدريب النسور كالجاهزية والأحقية وعدم استغلال المنتخب لفائدة الأندية.
 
فوزي البنزرتي علّق عليه الكثيرون الآمال بأن يقضي على عديد العادات السلبية في المنتخب الوطني غير أنه على ما يبدو انطلق "خائبا" وهي مؤشرات سلبية دون الغوص في التفاصيل الفنية ذلك أن قدراته كمدرب ليست محل جدل أو نقاش.
 
رفع المعنويات
 
على امتداد سنوات ظل المنتخب الوطني محطة لرسكلة اللاعبين وعيادة نفسية للرفع من معنوياتهم وهو ما كان ينقد باستمرار في الساحة الرياضية.
 
فوزي البنزرتي وبحماسته المعتادة اختار أن يخوض في هذه النقطة قبل أن يسأل عنها فقال في تصريحات إعلامية سابقة إنه سيقطع مع عادة ترميم المعنويات على حساب المنتخب.
 
وجاءت قائمة يوم أمس لتؤكد أن البنزرتي لم يكن ليقو على القطع مع العادات السلبية القديمة التي يبدو أنها أقوى من أيّ مدرب حيث بالنظر إلى القائمة نلاحظ أن هناك عديد الأسماء تمت دعوتها مجاملة لأندية حينا ورفعا من معنويات بعض لاعبيها حينا آخر.
 
منطق استغلال المنتخب لفائدة الأندية أضرّ بنتائج النسور ولم تستفد منه الأندية ومواصلة التجربة قد تكلف البنزرتي غاليا وهو الذي انتظر فرصة كاملة لم تأته إلا مع بلوغ سن اليأس الكروي.
 
أسماء لا تستحق
 
إذا كان فاروق بن مصطفى الحارس الأول للمنتخب الوطني محل إجماع فإن الثنائي الذي ضمه إلى جانبه والحديث عن معز بن شريفية ومكرم البديري يطرح عدة تساؤلات.
 
فبالنسبة للبديري فقد حرس شباك النجم الساحلي هذا الموسم في 4 مباريات تسبب خلالها في قبول هدف في سوسة أمام غرة أوت الأنغولي ثم آخر أمام زيسكو يونايتد الزمبي فثالث ضد الرمثا الأردني في حين لم تهز شباكه أمام شبيبة القيروان في البطولة.
 
البنزرتي قال إن مقياسه لتوجيه الدعوة إلى اللاعبين هو الانتظام في اللعب والجاهزية ولكنه وجه الدعوة للبديري رغم أنه لم يشارك باستمرار مع النجم وأخطاؤه كانت عديدة قياسا بعدد مبارياته.
 
ومن البديري إلى معز بن شريفية الذي تحول في الترجي الرياضي إلى عجلة احتياطية بسبب أخطائه الكارثية ومع ذلك وجد الحظوة ليكون في القائمة على حساب زميله في الفريق رامي الجريدي الذي لم يكن ليتواجد في القائمة حتى لو لم يرتكب الهفوة التقديرية في مباراة يوم أمس.
 
من المجاملات إلى الإقصاء
 
ولئن كانت دعوة بن شريفية للمجاملة والبديري للرفع من معنوياته بعد أن قرر النجم الساحلي تثبيته كحارس أول فإن بعض الأسماء الأخرى تم إقصاؤها بطريقة غريبة والحديث عن رامي الجريدي وصابر خليفة والفرجاني ساسي وفخر الدين الجزيري وخليل شمام.
 
الجريدي كان أحق بالدعوة من البديري وبن شريفية أما خليفة الذي سجل 5 أهداف وقدم تمريرتين حاسمتين في 4 مباريات فقد كان أولى من ياسين الخنيسي التائه مع الترجي الرياضي.
 
من جهته غاب مدافع النجم رامي البدوي منذ فترة طويلة عن الميادين غير أن مكانه كان محجوزا سلفا على حساب ثنائي برز مع ناديه والحديث أساسا عن خليل شمام وفخر الدين الجزيري.
صحيح أن البدوي قد يكون أفضل منهما خصوصا أنه قادر على أن يشغل عديد الأدوار الدفاعية بالإضافة إلى أنه يمتاز عنهما بالفاعلية الهجومية في الكرات الثابتة غير أنه لا يتوفر حاليا على مقياس الجاهزية وهو الذي بالكاد عاد ليتدرب مع فريقه. 
 
أما الغياب الأبرز فكان للفرجاني ساسي الذي قال في شأنه فوزي البنزرتي إنه عائد إلى المنتخب بمجرد الانتظام مع الزمالك المصري وها أن غيابه عن القائمة يورط الناخب الوطني باعتبار أن متوسط ميدان الفريق المصري شارك وتألق مع ناديه لكن يبدو أن خلافه مع مدربه عقب الانسحاب أمام الأهلي المصري في الموسم الماضي سيظل يخرب علاقته بالمنتخب طالما استمر البنزرتي على رأس المقاليد الفنية للنسور.
 
بين المنتخب والبنزرتي
 
هناك إجماع في الساحة الرياضية على أن فوزي البنزرتي كان يستحق فرصة كاملة مع المنتخب الوطني لذلك فإن نجاحه مع النسور هو أبعد من أن يكون نجاحا فرديا فأغلب المتابعين للساحرة المستديرة في تونس سيشاركونه نجاحه إيمانا بقيمته وأملا في أن تزين مسيرته الثرية بنجاح مع النسور ظل ينقص مشوار المدرب التونسي الأكثر تتويجا على مر التاريخ.
 
وبين المنتخب والبنزرتي هناك حلقة وصل كبيرة فالجميع يأملون نجاح المنتخب باعتباره المرآة العاكسة للكرة التونسية كما يتمنون توفق البنزرتي الذي سيظل علامة مضيئة كمدرب تجاوز نجاحه الرقعة المحلية.
 
حلقة الوصل يتمنى الكثيرون أن لا تنقطع ذلك أن مزيد تكريس العادات السلبية كالمجاملات ورفع المعنويات قد يعكر صفو هذه الحلقة ما قد يؤدي إلى انفراطها ليكون الخراج مخيبا وهو ما لا نأمله.
 
وفي ما يلي تذكير بالقائمة:   
فاروق بن مصطفى – معز بن شريفية – مكرم البديري – حمدي النقاز – ديلان براون – حمزة المثلوثي – صيام بن يوسف – رامي البدوي – ياسين مرياح – علي معلول – أسامة الحدادي – إلياس السخيري – محمّد أمين بن عمر – أحمد خليل – وهبي الخزري – غيلان الشعلالي – بسّام الصرارفي – فخر الدين بن يوسف – طه ياسين الخنيسي – نعيم السليتي – عصام الجبالي – سيف الدين الخاوي – فراس شوّاط.
 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.