قيصر بن علي-
أعلن الناخب الوطني جلال القادري اليوم الخميس 16 مارس 2023 عن قائمة اللاعبين المدعوين للمشاركة في المواجهة المزدوجة التي ستجمع المنتخب الوطني التونسي بنظيره الليبي يومي 24 و28 مارس ضمن الجولتين الثالثة والرابعة من تصفيات كأس أمم افريقيا.
وجاءت القائمة وسط انتقادات كبيرة تكشف تخبط الناخب الوطني جلال القادري قبل اختياره للأسماء التي شملها الاختيار النهائي بما أن التعاليق شملت الخطوط الثلاثة بداية من حراسة المرمى ووصولا إلى الخط الأمامي.
أخطاء شكلية وتواصلية
سعا الناخب الوطني إلى اقناع وسائل الاعلام الحاضرة في الندوة الصحفية ببعض خياراته غير أنه لم يكن موفقا بما أن الجدل قد كانت له أوجه عديدة وهو ما جعله يقف عاجزا في مناسبات عديدة.
ووقع القادري في أخطاء شكلية ورطته أولها اقتصاره على دعوة 25 لاعبا في وقت أنه قد خاض المونديال بـ26 عنصرا فيما كان بمقدوره أن يرفع عدد المدعوين إلى 30 لاعبا.
أما ثاني أخطاء القادري هي اقتصاره على 3 حراس مرمى مع استبعاد معز حسن وأيمن البلبولي وهو أمر يؤكد ما قيل من أن دعوتهما إلى المونديال كانت بهدف منح فريقيهما بعض العائدات من المشاركة.
ولم يقف القادري عند هذا الحد فلدى سؤاله عن وضعية سعد بقير رد القادري بأنه سبق أن أجاب على السؤال سابقا في إشارة إلى حواريه في الأسبوعين الماضيين وهو أمر لا يستقيم لأسباب عديدة ليس أقلهما أن المؤسستين الاعلاميتين ليستا متعاقدتين مع مؤجره أي الجامعة.
الأزمة مع الترجي
وجه القادري الدعوة إلى حارس الترجي الرياضي معز بن شريفية الذي يستحق دون شك مكانه بين حراس المنتخب في ظل استقرار مردوده من جهة وبالنظر إلى مسيرته الحافلة بالألقاب مع ناديه محليا وقاريا.
ورغم الأحقية إلا أن دعوة بن شريفية جاءت لتوضح تصريحاته قبل المونديال والتي أثارت أزمة مع نادي باب سويقة حينما طلب الاذن من ادارة النادي والمدرب نبيل معلول للخوض في الغسيل الداخلي للفريق.
وأوضحت دعوة بن شريفية أن هناك اتفاقا بين معلول والقادري على ضم بن شريفية إلى قائمة المونديال لكن تدخل أنصار الترجي وفرضهم لصدقي الدبشي أبطل الاتفاق والذي عوضه آخر استفاد منه ياسين مرياح.
ويمكن التأكيد أن القادري قد أخطأ في ملف حراسة الملف مرتين الأولى لدى اقتصاره على 3 حراس معترفا بالتالي بخطئه قبل المونديال وثانيا أنه ظلم معز حسن وأيمن البلبولي فالأول ظل مستواه ثابتا بعد المونديال والآخر استعاد مكانه كأساسي في فريقه وبالتالي لم يكن هناك من موجب لاستبعادهما أو أحدهما.
غرائب القائمة
وجه جلال القادري الدعوة إلى الظهير الأيمن يان فاليري وشيم الجبالي مقابل تجديد شبه كلي للخط الأمامي مع دعوات إلى هيثم الجويني والياس العاشوري وفراس بالعربي وعمر العيوني مقابل تجديد الثقة في يوسف المساكني وسيف الدين الجزيري.
وأثارت الدعوات المذكورة عديد التساؤلات فالقادري استغنى عن بلال العيفة رغم أنه يلعب باستمرار مع نادي الكويت الكويتي فيما واصل تجاهل أسامة الحدادي المدافع التونسي الأكثر انتظاما في المردود والمباريات المتتالية.
بالنسبة للعيفة فإن القادري كان ينوي اقصاءه قبل المونديال لكن الجماهير الرياضية أفسدت مخططه فيما دفع الحدادي ثمن تصريحاته التي تلت استبعاده بطريقة أقل ما يقال عنها إنها مهزلة.
وتبقى دعوة فاليري على حساب العيفة والحدادي وربما الثنائي الشاب للسي اس اس (علاء غرام) والملعب التونسي (علي السعودي) قاسية إن لم نقل ظالمة.
من جهة أخرى لم يفهم أي متابع للشأن الرياضي أسباب دعوة العيوني فالرجل سجل هدفا يتيما هذا الموسم في أستراليا ولم تكن له أية نجاحات منذ آخر دعوة له في سبتمبر 2019.
ولعل المؤسف في دعوة العيوني أنها جاءت على حساب أسماء شابة كأمين الحبوبي وحمدي العبيدي ومحمد الضاوي وأسامة بوقرة وغيرهم..
دعوة الجبالي
وجه جلال القادري الدعوة إلى متوسط ميدان أولمبيك ليون شيم الجبالي لتعزيز صفوف المنتخب الوطني في مواجهتي ليبيا في خيار لم يكن يرتكز إلى خصال اللاعب الفنية في المقام الأول.
واستنجد القادري بالجبالي مخافة تحويل وجهته إلى المنتخب الجزائري خصوصا أنه يملك الجنسية (والدته جزائرية) وبالتالي فإن مواجهتي ليبيا تأتيان لتغلقا الباب نهائيا أمام امكانية لذلك.
ولعل ما يعزز هذه المعطيات هو أن الجبالي لم يكن أبرز الأسماء التي خاضت كأس أمم افريقيا للأواسط الأخيرة خاصة إذا قارناه ببعض العناصر الأخرى على غرار محمد الضاوي أو سامي شوشان أو ريان النصراوي.
الثابت أن دعوة الجبالي لم تكن ترتكز إلى أيّة أسباب موضوعية بقدر ما هي خشية من خسارة لاعب تكون في أحد أفضل مراكز التكوين في فرنسا.
الجدل متواصل
لئن طوي ملف القائمة حاليا على الأقل إلا أن نتيجتي مواجهتي ليبيا ستعيدان الحديث عنها من جديد خصوصا أن بعض المصادر تؤكد بأن أسامة الحدادي وبلال العيفة وعصام الجبالي على سبيل الذكر لا الحصر قد يدلون بتصريحات إعلامية تعيد الجدل إلى مربعه الأول.. للمتابعة..
