المكي: موقف النهضة من الأزمة السورية لم يتغير ونعتبر نظام بشار الأسد عنصرا هاما في الحل السوري

 بسام حمدي-

دعت حركة النهضة لأول مرة منذ سنة 2011 الى مصالحة وطنية شاملة في سوريا لوقف الاقتتال الداخلي في هذا البلد بعد سنوات من تمسكها بموقفها المناوئ للحكومة السورية وذلك في وقت استعادت فيه القوات الحكومية السورية، بدعم روسي، السيطرة على أكثر من 90% من الأراضي التي سيطرت عليها الجماعات الإرهابية منذ 2014 وهو ما اعتبره بعد النقاد تحولا استراتيجيا في موقف النهضة من الأزمة السورية.

وعلى عكس  قراءات بعض المراقبين لموقف النهضة، شدد القيادي في الحركة والنائب بمجلس نواب الشعب عبد اللطيف المكي على أن موقف الحزب من الأزمة لم يتغير وظل على ماهو عليه منذ البداية داعما للمطامح الديمقراطية والثورة السلمية للشعب السوري.

واعتبر المكي في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الجمعة 4 جانفي 2019، أن من يتهمون النهضة بكونها داعمة للعنف في الأزمة السورية هم من يعتبرون دعوتها للمصالحة الوطنية الشاملة تتضمن تحولا استراتيجيا في موقفها.

وقال ذات المتحدث: "منذ البداية أكدت حركة النهضة على دعمها للمطامح الديمقراطية للشعب السوري وللثورات السلمية في العالم العربي".

وأشار الى أن حركة النهضة قد عارضت خلال مشاركتها في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي انتظم بتونس، مقترح تسليح المعارضة السورية بتنسيق مع الجزائر، مشددا على أن موقفها أثار غضب المعارضة السورية بكل أطيافها وغضب دول معينة كانت ترغب في تسليح المعارضة السورية.

وقال: "الآن عندما برزت تطورات جديدة تسير بالأزمة السورية الى الحوار، النهضة ذكّرت بموقفها ودعت الى المصالحة السورية الشاملة".

وتُتهم حركة النهضة من أطراف سياسية في تونس بتسهيل سفر الشباب والمقاتلين إلى سوريا خلال فترة حكمها بين 2011 و2013.

وبخصوص دعوة النهضة الى تشريك النظام السوري في المؤتمرات الدولية والعربية، قال عبد اللطيف المكي: "إن تشريك النظام في المؤتمرات العربية هو من تحصيل الحاصل ولو كنت من صائغي بيان المكتب التنفيذي لحركة النهضة لما تدخلت في شأن الحكومات ولا أكتفيت بتقديم موقفي كحزب من مسألة الحريات والمصالحة دون أن أخوض في مسألة الترتيبات التي تهم الجامعة العربية".

أما بشأن موقف حركة النهضة ورؤيتها لدور الرئيس السوري بشار الأسد في حل الأزمة السورية، اعتبر المكي أن النظام السوري مهيكل جيدا ولا يقوم على بشار الأسد وإنما على حزب وجيش مهيكل ووفي للنظام، مشددا على أن نظام بشار الأسد عنصر هام في المعادلة السورية وأن الشعب السوري هو العنصر الأهم في هذه الأزمة.

وذكّر أن النهضة وجل الحركات الاسلامية كانت في علاقة طيبة مع النظام السوري وكانت تدخل دمشق معززة مكرمة وأن سوريا كانت معقل مساندة المقاومين، وفق تعبيره.

وفسّر موقف النهضة بدعمها للثورة السورية بكونه واجب أخلاقي وليس معاداة للنظام السوري، قائلا: "لو انفتحت السلطة في سوريا على شعبها وقدمت حلا وسطا لدافعت عليه النهضة بكل حماس".

كما اعتبر القيادي بحركة النهضة أن من ينادون بالحريات في تونس ينكرون على الشعب السوري مطالبته بالحرية، ملاحظا أن بدء النظام السوري في التفاوض مع المعارضة اعتراف بشرعية مطلب الحرية.

وبشأن موقفه الشخصي من امكانية قدوم الرئيس السوري الى تونس للمشاركة في القمة العربية المرتقب تنظيمها في تونس، اعتبر عبد اللطيف المكي أن القضية ليست قضية مشاركة بشار الأسد في القمة العربية من عدمها وانما قضية تخص موقع سوريا في المنظومة العربية.

واستعبد أن يشارك بشار الأسد في القمة العربية في تونس نظرا للمخاطر والتطورات الحاصلة في بلاده. 

وأضاف "أن مسألة قدوم السيسي ومحمد بن سلمان والرئيس السوري الى تونس موقف يهم الحكومة التونسية ومصالحها الدبلوماسية"، داعيا الأطراف السياسية الى عدم التشويش على المصالح الدبلوماسية في مواقف الدولة المتعلقة بالعلاقة التونسية مع تركيا وقطر والامارات.

وبعد استعادة القوات الحكومية السيطرة على حوالي 90 بالمائة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها الجماعات الارهابية منذ سنة 2014، برزت بوادر تشير الى عودة النظام السوري للمحيط العربي، حيث افتتحت مؤخرا السفارة الإماراتية في دمشق، فيما أعلنت البحرين استمرار العمل بسفارتها هناك.

ومؤخرا زار الرئيس السوداني، عمر البشير، دمشق كما صدرت تقارير عن زيارة محتملة للرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز لدمشق الشهر الجاري.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.