ينظّم المعهد العربي لحقوق الإنسان بالشراكة مع سفارة سويسرا بتونس أنشطة تربوية عديدة حول قضايا السّلام أيّام 15، 21، 28 جويلية و4 أوت 2016، وذلك في إطار معرض "صنع السّلام" الّذي انطلق منذ شهر ماي 2016 بتنظيم من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث وبالتعاون مع سفارتي سويسرا وكندا بتونس والمكتب الدّولي للسّلام والمنظمة الدولية لمناهضة التعذيب وعدد من مكوّنات المجتمع المدني المحلّي والدّولي.
وفي ما يلي رسالة رئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان بمناسبة انتظام معرض "صور السّلام" في تونس:
"تضرب تونس في صائفة 2016 موعدا هامّا مع معرض "صنع السّلام" الّذي حلّ بها منذ ماي الماضي بعد مروره بعدّة مدن وعواصم عالمية. حيث ينظّم المعهد العربي لحقوق الإنسان بالشراكة مع سفارة سويسرا بتونس مجموعة أنشطة تربوية حول قضايا السّلام أيّام 15، 21، 28 جويلية و4 أوت 2016، وذلك في إطار معرض "صنع السّلام" الّذي انطلق منذ شهر ماي 2016 بتنظيم من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث وبالتعاون مع سفارتي سويسرا وكندا بتونس والمكتب الدّولي للسّلام والمنظمة الدولية لمناهضة التعذيب وعدد من مكوّنات المجتمع المدني المحلّي والدّولي.
هذا المعرض يتنزّل في ظلّ مرحلة انتقالية تسعى بلادنا من خلالها إلى بناء الديمقراطية ومنظومة الحريات والعدالة الاجتماعية.
لطالما كانت السّلم الأهلية ونبذ العنف وبناء ثقافة المواطنة والمدنية من أهمّ المبادئ الّتي نادى بها المعهد العربي لحقوق الإنسان طوال مسيرته، من خلال رؤية تعتمد بناء المؤسّسات الديمقراطية وإصلاح الدساتير والقوانين ودعم استمرارية وفاعلية منظّمات المجتمع المدني ومناهضة التمييز والإقصاء.
ولعلّ خير دليل على ذلك إطلاقه "إعلان مبادئ التّعامل السلمي بين الأحزاب" ودعوته الأحزاب السياسية التونسية في سنة 2012 إلى التّوقيع عليه. وذلك في فترة غدا فيها السّلم المدني بتونس مهدّدا بفعل "غياب فضاءات الحوار وتضاؤل الأطر المرجعية وتلاشي القواسم المشتركة، وتراجع هيبة القانون والمؤسّسات" (مقتطف من نصّ إعلان مبادئ التّعامل السّلمي بين الأحزاب). وقد حظي الإعلان بمباركة عديد الأحزاب الفاعلة في الحقل السياسي وساهم بذلك في محاولة تكريس مفهوم للعمل السياسي يتعارض مع الإقصاء وتبادل العداء، ويقوم على التعايش السّلمي ونبذ العنف.
إنّ هذه التجربة النّاجحة سبقتها وتلتها تجارب أخرى في تونس والمنطقة العربية انتهج فيها المعهد دائما سياسة التشبّث بخيار السّلم وعدم اعتبار اللّجوء إلى العنف خيارا.
يقام معرض "صنع السّلام" في زمن تفاقم العنف والإرهاب والحروب والنّزاعات المسلّحة في بلداننا العربية واستمرار الاحتلال، ممّا يهدّد وجود البلدان ووحدتها وقيم العيش معا.
إنّ هذا المعرض، إذن، مناسبة ندعو من خلالها كلّ قوى المجتمعات العربية رسمية كانت أو مدنية لتحمّل مسؤوليتها المشتركة في نبذ العنف منهجا في التّعامل والاستثمار في الدّيمقراطية والعدالة الاجتماعية وثقافة الحياة"
