المستشفى الجهوي بجرجيس.. شبهات فساد وأخطاء طبية أدّت إلى الوفاة

 

في هذا السياق اتصلت حقائق أون لاين، بإحدى المعتصمات مُلكة شواط، وهي ناشطة بالمجتمع المدني، التي اعتبرت أن الخدمات الصحيّة بالمستشفى متدنيّة جدّا فضلا عن الإهمال الطبي الذي تسبب في حالتي وفاة.

 

أمّا الحالة الأولى فتتمثل وفق محدثتنا، "في وفاة امرأة حامل تعرضت إلى بداية جلطة ولم يتمّ تشخيص وضعها من طرف الاطباء وتمّ إيواؤها بالمستشفى على اعتبار إصابتها بتسمّم في المعدة، إلاّ أن وضعها تعكّر ممّا أدّى إلى إصابتها بنزيف فخضعت إلى عملية ولادة قيصريّة لكنها توفيت فيما بعد هي ورضيعها".

 

وأمّا الحالة الثانية فتتمثل في "وفاة طفل مصاب بالتوحّد ولا يستطيع الكلام ليكشف عن مصدر الألم الذي يعانيه، وأصيب بالحمّى في عدّة مناسبات وتمّ إيواؤه بالمستشفى لمدة 5 ايّام لكن دون تشخيص وضعه، إلى أن

توفي فيما بعد بسبب مشكل في أمعائه (مصرانة معقودة) أدّت إلى حدوث تعفنات في أمعائه ومن ثمّ وفاته".

 

وأفادت مُلكة شواط بأن وزارة الصحة كلّفت لجنة تتكوّن من أطبّاء للتحقيق في شبهة الاهمال والخطأ الطبي بعد أن قامت مجموعة من مكونات المجتمع المدني بالاحتجاج وبالاتصال بوالي مدنين وإشعاره بما حدث بالمستشفى.

 

ولفتت محدثتنا إلى وجود خطأ آخر ارتكبه صيدلي بالمستشفى، إذ تعمّد إعطاء دواء لطفل مريض يبلغ من العمر 3 سنوات لم يصفه الطبيب في الوصفة الطبية، ما تسبب في تعكر الوضع الصحي للطفل الذي أصبح يتقيأ الدّم، ليتمّ نقله إلى المستشفى الجهوي بالمنستير.

 

في ذات السياق أشارت ملكة شواط إلى أن الصيدلي الذي أعطى دواء ليس موجودا في الوصفة الطبية للطفل يعمل بصيدلية المستشفى وفي أخرى خاصة، وفي أغلب الأحيان لا يجده المرضى في مكان عمله لأنه يعمل بالصيدلية الخاصة، معتبرة أنه نوع من أنواع الفساد بين القطاعين الخاص والعام، وفق تقديرها.

 

كما لفتت إلى وجود شبهة فساد أخرى بالمستشفى تخص التقني الذي يعمل على آلة الأشعة والتصوير الذي يعمل في الآن ذاته بالقطاع الخاص وفي معظم الأحيان لا يجده المرضى بالمسشفى، حسب قولها.

 

وبينت محدثتنا أن عددا من الأهالي ومن نشطاء المجتمع المدني ينفذون اعتصاما أمام المستشفى احتجاجا على الإهمال الطبي وتردي الخدمات الصحية به، داعية الوزارة إلى التحرك إزاء هذا الوضع الخطير.