المحامي عماد بن حليمة: التطورات الحالية قد تؤدي الى انتخابات مبكرة أو تفتح الباب للسبسي لحل البرلمان

 حقائق أون لاين-

دون المحامي عماد بن حليمة، اليوم الاربعاء، مقالا على صفحته بموقع الفايسبوك انتقد ضمنه المسار السياسي الذي اتبعه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي اثر اعتلائه كرسي قصر الرئاسة.

وفي قراءته للمشهد السياسي الحالي، توقع بن حليمة أن تؤدي التحولات التي تطرأ حاليا على المشهد السياسي الى انتخابات تشريعية سابقة لأوانها معتبرا أن حالة التشتّت البرلماني قد تكون عائقا جوهريا لتشكيل حكومة الآن و استمرارها في العمل وهذا يفتح الباب قانونا لرئيس الجمهورية ليحلّ البرلمان.

وفي ما يلي نص التدوينة:

عندما لا يتماشى نظام الحكم مع عقلية الرئيس

قصة رئيس بنى قصرا من الرمال
نجح الاستاذ الباجي قائد السبسي في وقت قياسي في تكوين جبهة سياسية انتخابية ضمّت أغلب القوى الوطنية التقدّمية المناهضة للمشروع البديل الذي بشّر به الخوانجية و نجح في افتكاك مقاليد الحكم بعد ضمان المرتبة الأولى في البرلمان و اعتلاء كرسي رئاسة الجمهورية.
استنجد الاستاذ الباجي قائد السبسي بفكرة الاستقطاب الثنائي و كذلك بالموروث البورقيبي للوصول الى سدّة الحكم و هو يأخذه حلم أن يكون بورقيبة 2 في قصر قرطاج لكن شاءت الأقدار أن يتضمّن الدستور الجديد نظاما سياسيا يضعف دور الرئيس الذي لم يعد قادرا على عزل أو تسمية أبسط المسؤولين فراح يبحث عن مخرجات تجاوز عقابات النظام السياسي الحالي و بدأت رحلة البحث عن العصفور النادر الذي يقبل بلعب دورالوزير الأول لدى رئيس الجمهورية حتى يمكنه تحريك خيوط ادارة السلطة.
لم ينجح السيد الحبيب الصيد في لعب هذا الدور فكانت مبادرة 2 جوان 2016 لإسقاط الحكومة و جيء بيوسف الشاهد ليلعب دور دمية السلطان فاذا به يتقلب عليه و يفرّ به الخوانجية شركاءه في الحكم.
في الأثناء كان الرئيس يعتقد أن الاستمرار في السلطة بقوة يتطلب وضع اليد على الكتلة البرلمانية لنداء تونس و لا يمكن أن يتمّ ذلك في حضرة حلفائه السياسيين الحالمين باقتسام السلطة معه داخل الحزب فتخلّص منهم و سلّم مفاتيح القيادة لنجله و بدأت الانقلابات و الاستقالات داخل حركة نداء تونس هذا الحزب الذي تمّ التخطيط للاستيلاء عليه من طرف بعض المقرّبين من الرئيس كما تآمر عليه الخوانجية لفرقعته من الداخل و زرعوا بعض المتعاونين معهم داخل الحزب للقيام بالمهمّة و نجحوا الى حدّما في ذلك.
اليوم أضحى حال نداء تونس حال الرجل المريض الذي يحتضر و أدّت العزلة التي بقي فيها مديره التنفيذي و البعض من الفدائيين الظاهرين المتملّقين الى التفكير في التخلّي عن الحكم و تبوّء موقع الحزب المعارض.
ان هذا التحوّل الكارثي من موقع حزب كبير يحتكم على الرئاسات الثلاث الى أشلاء حزب في موقع المعارضة هو نتيجة حتمية لمسار خاطئ تميّز بهيمنة عقلية الملكية الفردية للحزب و الاستعاضة عن قرارات الهياكل بقرار الفرد.
أعتقد أن التحولات التي تطرأ حاليا على المشهد السياسي ستؤدي الى انتخابات تشريعية سابقة لأوانها اذ أن حالة التشتّت البرلماني قد تكون عائقا جوهريا لتشكيل حكومة الآن و استمرارها في العمل و هذا يفتح الباب قانونا لرئيس الجمهورية بأن يحلّ البرلمان.
ثبت أن كل القوى التي تتشدّق بالديمقراطية و الوطنية هي قوى غبيّة لا تدرك طبيعة المرحلة و حجم الخطر الداهم على البلاد و لم تدرك بعد أن الخلافات الجانبية يجب حلّها بعد الاتحاد لمجابهة العدوّ الرئيسي المشترك و هي التيارات ذات المرجعية الارهابية التي لا تؤمن بالدولة و تحمل مشروع يتناقض مع طبيعة المجتمع و هي تزيد اليوم تغلغلا بفعل ضعف و تفكّك الجسم الحداثي التقدّمي. 
هذه قصّة رئيس بنى قصرا من الرمال شرع في هدمه بمجرّد اكتمال معالمه و زادته موجات الصراعات و الانقسامات دمارا على دمار.
استقوينا بشخص لدحر عدوّ فتحالف مع غريمنا لكن نحن باقون و هو ذاهب على خطى بن علي بعد أن خلق الفراغ من حوله و كان يظن أنه قادر على مصارعة تنظيما عمل في السّرية لمدّة طويلة و له جهاز سرّي قوّي بالاستعانة بنجله و بعض الجنود المشاة و تخلّى عن المهندسين و الجنرالات القادرين على ادارة معارك مماثلة.
المهمّ في سرد القصة هو استخلاص العبرة و التسليم بأن الرجوع للأصل فضيلة.
الاستاذ عماد بن حليمة 12 سبتمبر 2018

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.