المؤرخ الهادي التيمومي: قيس سعيد سينتهي بشكل صاروخي.. والعبقرية التونسية ستنقذ البلاد مثل 2013

حقائق أون لاين-
توقع المؤرخ الهادي التيمومي، حصول سقوط صاروخي لرئيس الجمهورية قيس سعيد في الفترة القادمة، مرجحا فرضية حصول سيناريو مشابه لما وقع في سنة 2013، وذلك خلال الندوة الحوارية التي نظمتها دار محمد علي للنشر بفضاء المركز الثقافي ابن خلدون بتونس العاصمة، تزامنا مع الذكرى التاسعة لاندلاع شرارة الثورة من سيدي بوزيد وبمناسبة صدور كتابه الجديد "موسوعة "الربيع العربي" في تونس".
 
وقال التيمومي الذي حاوره خلال هذه الندوة الاعلامي محمد اليوسفي، ضمن لقاء مفتوح شهد حضور عدد من المثقفين والجامعيين ولفيف من المواطنين، إن من فازوا في الانتخابات الأخيرة لا يمثلون العبقرية التونسية وبالتالي لن يصمدوا كثيرا، متسائلا كيف أن الشعب التونسي بعد الحبيب بورقيبة والباهي الادغم يمكن أن يقبل بوضع ينطبق عليه المثل الشعبي "بعد المڤحلة يعلڤ منجل".
 
وأضاف التيمومي ان سعيد ليس ظاهرة بل هو نتاج للتدمير الاجتماعي المعمّم، مشددا على أن الصعود الصاروخي للرئيس الحالي للجمهورية سينتهي بشكل صاروخي أيضا.
 
واعتبر المؤرخ والمفكر الهادي التيمومي، وهو استاذ متميز بالجامعة التونسية كتب حوالي 19 كتابا بالإضافة إلى ترجمة عديد المؤلفات والدراسات العلمية، ان الشعب التونسي فيه الكثير من الحكماء والعقلاء الذين لن يسمحوا بقيام دولة دينية في زمن الإنترنت والروبوتيك والتكنولوجيا الحديثة مستشهدا بالاية القرآنية: "اما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".
 
ويرى التيمومي ان الشعب التونسي من خلال نتائج انتخابات 2019 قد قام بمعالجة خطإ انتخاب الترويكا ثم النداء بخطإ اخر كالذي أراد أن يغير زوجته فخصى نفسه، وفق تعبيره.
 
كما تحدث بسخرية عن المشروع السياسي لقيس سعيد واطروحات رضا شهاب المكي قائلا: "يريدون احداث نوع من السوفياتات ورضا لينين يزعم انه ماركسي.. طيب لنفترض جدلا اننا قمنا بانتخاب برلمان في كل قرية وبرلمان في كل ولاية وبرلمان على مستوى وطني.. يعني سنقضي 365 يوما ونحن ننتخب لا نأكل ولا نشرب ولا نتسلى بالدعابة ولا نحاور سي محمد اليوسفي.. سنقضي كل الايام ونحن ذاهبون وعائدون ننتخب ذهابا وايابا… طيب لنفترض ان برلمان الكبارة أين مسقط راسي في ولاية القيروان قد طالب بمفاعل نووي ماذا سنفعل حينئذ… من سيحسم هذه المشكلة… هذا تخلويض وكلام فارغ مع احترامي لرضا لينين… انا ما فهمت حتى كعبة. "
 
وقال الهادي التيمومي أيضا إن هناك اليوم موجة ثانية من الربيع العربي سيكون لها تأثير إيجابي في تونس مؤكدا ان الديمقراطية ليست عصا سحرية متسائلا كيف وصل النائب سطيش إلى البرلمان لو لم يكن ملياردارا بسبب ممارسته للاقتصاد الموازي.
 
وقد حذر التيمومي مما اسماه منعرج اليمين المتطرف الخطير جدا حسب تعبير قائلا: "انا من رأيي واتمنى ان اكون مخطئا الذين اوصلهم الصندوق الان سيفشلون تماما والشعب التونسي سيتدخل بطريقة او بأخرى ويعوضهم بأناس اكثر كفاءة وبأناس حداثيين لانه لا يمكن في القرن 21 ان يحكم تونس إمام جامع او كناطري او شخص يرفع شعار رابعة ويشتم سفير فرنسا الاقرع… هذا كلام غير معقول و من يقول هذا الكلام على السفير هل يعتقد نفسه انه يملك شعر الجازية الهلالية… مثل هذا الكلام غير مسؤول ولا يقال لسفير دولة أجنبية.. هذه الضحالة لن تدوم. "
 
وبين الهادي التيمومي ان قيس سعيد لا يملك اي مشروع ولا أي برنامج، داعيا اياه إلى الاهتمام بملف هجرة الادمغة عوض دغدغة مشاعر الشعب بالدعوة إلى التخفيض في تسعيرة الحج.
 
وبخصوص كتابه الجديد، جدد التيمومي تأكيده على أن ما حصل في تونس منذ 2011 هو انتفاضة ذات طابع ثوري وليست ثورة من منظور علم التاريخ.
 
وقال التيمومي انه يكره نظرية المؤامرة والعرب للأسف تستهويهم هذه النظرية فكلما حصلت لهم مشكلة الا وتساءلوا من تآمر علينا عوض التساؤل ماهي أخطاؤنا؟
 
واعتبر التيمومي ان هذه العقلية تمثل مظهرا من مظاهر تخلف العرب مبرزا ان ما وقع يوم 14 جانفي 2011 هو من صنع الشعب التونسي فقط، رافضا ان يتم اعتبار يوم 17 ديسمبر 2010 حدثا تأريخيا للثورة. واعتبر ان التأريخ للثورة بيوم انتحار محمد البوعزيزي هو ضرب من ضروب التدجيل السياسي لدغدغة مشار أهالي سيدي بوزيد واصفا من يكيلون له الاتهامات بالجهلة الذين لم يقرأوا كتاباته.
 
وأوضح المؤرخ الهادي التيمومي ان الثورة بالنسبة اليه هي انتقال السلطة السياسية من طبقة اجتماعية إلى أخرى مع ما يصحب ذلك من تغيرات ثقافية وغيرها من التحولات على جميع الاصعدة بالمفهوم اللينيني والغرامشي للكلمة.
 
واستشهد التيمومي بمثال متسائلا:"هل نؤرخ لولادة الطفل بيوم خروجه إلى الحياة من بطن أمه ام بيوم بداية تشكله فيها منذ إنطلاق عملية الحمل؟"
 
وحول النقد الذي يوجه اليه بخصوص ان المنهجية الماركسية التي يعتمدها في كتابة التاريخ قد تجاوزتها الأحداث وهي ليس صالحة لفهم الواقع التونسي حسب رأي البعض أجاب التيمومي : "الماركسية التي اعتمدها ليست ماركسية القرن 19 ومن يقولون هذا الكلام هم لا يعرفون الماركسية بما في ذلك هشام جعيط الذي رفض انضمامي لبيت الحكمة متهما اياي باعتماد ماركسية بدائية قاصرة..  الماركسية  تتجدد وقد بينت هذا في كتابي حول اليسار العالمي الجديد… انا خلقت مفاهيم جديدة في الماركسية كما انتقدت ماركس. "
 
وردا على سؤال الصحفي محمد اليوسفي الذي توجه اليه بالنقد والاستغراب  بخصوص ما كتبه حول ما حصل في مصر في 2013 بعد الاطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي عبر انقلاب عسكري وذلك في كتابه الجديد، أجاب الهادي التيمومي: "يجب أن نكون واقعيين.. مصر تحتوي قرابة 100 مليون نسمة.. من سيطعم هؤلاء.. البعض يريد حرية صحافة ولا يحرك ساكنا تجاه التداين… هل وفر الاخوان للشعب المصري قوتهم اليومي… بعض الصحفيين لا يستحون حينما يقولون ان السيسي قتل في  يوم واحد 10 آلاف من جماعة الإخوان… انا تحدثت مع امنيين وعسكريين وقلت لهم لنفترض ان منحت لكم سلاحا ناريا هل يمكن أن تقتلوا كل هذا الرقم المتداول في وقت واحد.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.