في بلد يشتهر بولعه بكرة القدم وعشقه لكرة اليد وهما الرياضتان الأكثر شعبية يسعى الاتحاد التونسي للبيسبول لإعادة الروح للعبة التي كادت تندثر تحت ركام النسيان وربما لا يعرف كثيرون أن ممارسة لعبة البيسبول المرتبطة تقليديا بالولايات المتحدة بدأت في تونس منذ زمن بعيد عندما أسس الفرنسي كيلي بالتيمور عام 1920 رابطة للعبة تحت إشراف سلطات الاستعمار الفرنسي وقتها وبقيت لعبة البيسبول صامدة في تونس رغم تعثرها في مراحل زمنية مختلفة قبل تأسيس اتحاد للبيسبول والسوفتبول عام 1983.
ولكن مع ذلك ظلت بعيدة عن الأضواء رغم أن البلاد تملك منتخبا وطنيا وعدة أندية وأكاديميات ومشجعين أوفياء يتوقون لانتشالها من غياهب النسيان ، ويسعى الاتحاد التونسي للبيسبول والسوفتبول لبعث الروح من جديد في اللعبة واستعادة الإشعاع الذي عرفته في بعض الأوقات وزيادة شعبيتها بوضع إستراتيجية عمل تهدف للتعريف بهذه الرياضة.
وقال صابر جلاجلة رئيس الاتحاد التونسي للبيسبول والسوفتبول "البيسبول من الرياضات العريقة في تونس وبدأت ممارستها منذ عشرينات القرن الماضي لكنها عرفت بعض الصعوبات ونسعى لإعادة الإشعاع للعبة وزيادة شعبيتها". وأضاف "لا يمكن لنا الوصول بشعبية اللعبة إلى ما تحظى به كرة القدم لكننا نطمح أن تستعيد الإشعاع الذي عرفته في ثمانينات القرن الماضي التي تعتبر الفترة الذهبية للبيسبول في تونس وأكد جلاجلة أن الاتحاد التونسي للبيسبول والسوفتبول وضع إستراتيجية عمل متكاملة للنهوض باللعبة من خلال تشجيع تكوين أندية جديدة وتحفيز أندية سابقة للعودة للنشاط بالاعتماد على جهود المسؤولين واللاعبين السابقين.
ويضم الاتحاد التونسي للبيسبول والسوفتبول 700 عضو من فئات الناشئين والشباب والكبار. ويسهر على تنظيم بطولة وطنية للرجال بمشاركة ثمانية فرق هي الجمعية العسكرية ببنزرت والجمعية الرياضية ببنزرت والجمعية الرياضية بمتلين ونادي البيسبول ببن عروس والجمعية الرياضية بمرناق والجمعية الرياضية العسكرية بالكاف والجمعية الرياضية العسكرية بصفاقس والموج الرياضي برجيش.
وأوضح أن خطة الاتحاد التونسي تشمل أيضا إنشاء أكاديميات لتكوين اللاعبين وإبرام اتفاقيات مع وزارة التربية في المدارس والمعاهد الثانوية واتفاقيات شراكة مع دور الشباب وتنظيم أيام مفتوحة في المحافظات للتعريف باللعبة بالإضافة إلى تنظيم دورات ومؤتمرات دولية.
وبالفعل تستضيف تونس نهاية شهر أفريل المقبل مؤتمر الاتحاد الدولي للبيسبول والسوفتبول الذي يضم 141 اتحادا وطنيا وسيجري خلاله انتخاب المكتب التنفيذي ويرى جلاجلة وهو لاعب سابق في منتخب تونس للبيسبول أن احتضان مؤتمر الاتحاد الدولي للعبة سيعود بالفائدة على هذه الرياضة في بلاده.
وقال "تنظيم مؤتمر الاتحاد الدولي للعبة سيدعم خططنا في تطوير اللعبة على جميع المستويات من خلال المساعدة والرعاية الرسمية.. ورغم تفاؤله بقدرة اللعبة على النهوض من بين ركام النسيان بفضل جهود عشاقها فان رئيس الاتحاد التونسي أكد أن قلة التمويل وغياب ملاعب مختصة يقف عائقا أمام تطورها." وتابع "يمكن ممارسة البيسبول في ملاعب كرة القدم لكن ترسيخ اللعبة واستمرار تقدمها وتطورها لا يكون الا في ملاعب مختصة."
ويأمل جلاجلة أن تستعيد اللعبة إشعاعها في تونس والعودة للمنافسة في البطولات الدولية داعيا "عائلة البيسبول" لبذل كل ما في وسعهم لانتزاع مكان لها بين الرياضات الشعبية في البلاد.