إصرار الجبهة الشعبية بالخصوص على استبعاد الوزير لطفي بن جدو من تشكيلة الحكومة الجديدة برهان آخر على اللاواقعية في مواقف هذا الطرف السياسي الذي ننقده بقدر ما نحبه . و الخطير في الامر ان ذلك يتسبب في اختلاق الكثير من المشاكل المغلوطة للبلد و الحال ان مشاكلنا الحقيقية لا تحصى و لا تعد ..
صحيح ان في عهد بنجدو تم اغتيال سياسي تتحمل فيه وزارته مسؤولية كبرى و يفرض بالتالي استقالة الوزير لو حدث ذلك في اي بلد تتوفر فيه الديمقراطية . و لكن الواقعية تقتضي مراعاة الظروف الخاصة التي يعيشها البلد..اذ ما هو ممكن و مطلوب في بلد مستقرة اوضاعه غير ممكن المطالبة به في بلد في مرحلة انتقالية . و الواقعية تقتضي الاعتراف بأن خسائرنا البشرية لا تذكر و الحمد لله مقارنة بخسائر مصر و ليبيا على سبيل المثال و الحال ان الاقطار الثلاثة خارجة لتوها من زلزال سياسي..و الفضل في هذا يعود اولا و أساسا الى المؤسسات الساهرة على أمن البلد ومنها وزارة الداخلية في عهد السيد بنجدو..
ان الإصرار على تنحية هذا الوزير تجديف ضد عدة تيارات . فالرجل محل احترام الجميع ..و قد اكتسب من الخبرة ما نحن في اشد الحاجة اليه ..والأمنيون عموما مرتاحون للعمل معه ..و الإرهاب تلقى ضربات موجعة في عهده ..و حتى المواطن العادي الذي أمثله يكاد يصرخ : بجاه الرب أريحونا من هذه الخصومات المجانية ..و تصفية الحسابات الثنائية ..ولتتشكل هذه الحكومة ..ولنرتح من أوجاع الرأس !
