اعتبر الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية في مدنين أن ” الاعتداء بالزجاجات الحارقة والحجارة والمواد الصلبة الذي طال بيت صلاة اليهود، البارحة، بالحارة الكبيرة (أو حي السواني) في حومة السوق من جزيرة جربة، لا يخرج عن سياق الاحتجاجات التي تعيشها عدة جهات في البلاد وإثارة الشغب بهدف تشتيت الجهود الامنية لاستغلال الفراغ من أجل تنفيذ اغراض اخرى خاصة”، مؤكّدا” أنّه حسب ما توفر من معطيات أوّلية لا وجود لمعطى للحديث عن عمل إرهابي، وذلك باعتبار التوقيت وشكل الاعتداء والظرف” الذي تمّ فيه .
وأوضح ذات المصدر أن النيابة العمومية أذنت بفتح تحقيق في الموضوع وإجراء المعاينات، مشيرا إلى إيلائه الاهتمام دون أن يؤكّد وجود ايقافات لأطراف ذات صلة بالموضوع.
وعاينت وكالة تونس افريقيا للأنباء أن الاعتداء بالزجاجات الحارقة الذي ارتكبه مجهولون البارحة، طال بيتي صلاة لليهود بالحارة الكبيرة أحدهما يسمى بابراهام وبه مدرسة لتلقين أطفال اليهود تعاليم ديانتهم، والآخر الذي يبعد عنه بضعة أمتار بيت صلاة يعرف بـ”بسلهيل”، دون أن يخلف بهما أضرارا فادحة إذ نتج عنه حرق بعض المحتويات بالمكان الاول من لوح وجريد النخل، وأن النار لم تطل سوى بهو المكانين، الى جانب التدخل السريع للحماية المدنية لاطفاء النار.
ووفق ما توفّر من معلومات من شهود عيان فان كاميرات رصدت تحركات لشخصين على متن دراجة نارية، الى جانب وجود سيارة على وجه الكراء الا ان مصادر أمنية رسمية امتنعت عن الإدلاء بأي معطى او اتخاذ صور بالمكان.
وأجمع أغلب من تحدث من سكان حي السواني من يهود ومسلمين، في تصريحات متطابقة لمراسلة (وات)، على استبعاد وجود عمل ارهابي في الحادثة بما أنها استهدفت المكان وهو خال من رواده في الليل خاصة الا ان التعاليق تباينت بين أعمال شغب تندرج في سياق الاحتجاجات الشعبية بأغلب الجهات لتقول إحدى اليهوديات أن أشخاصا مأجورين قاموا بالعمل فقط لإثارة البلبلة وتوتير الجو العام ومناخ الامن والاستقرار الذي تعيشه جزيرة جربة في انسجام بين كل سكانها من يهود ومسلمين ومسيحيين، مضيفة أن العملية يستنكرها الجميع ولن تهزّ من مناخ الراحة والسلم الذي ينعم به الجميع وهو ما حصل حتى في أيام الثورة.
واعتبرت أن من قام بهذا الاعتداء لا يمثّل أهل جربة بل هم اشخاص دخلاء هدفهم الشغب وتخريب البلاد والمس من سمعتها بعد النجاح الذي سجلته سياحيا .
واتجه اخرون الى اعتبار الحادثة مفتعلة بحكم توقيتها للفت الانتباه ولتكثيف الحماية الامنية للسكان اليهود وخاصة مع تنامي موجات الاحتجاج والشغب بجهات أخرى.
وبدت صباح اليوم الحياة عادية داخل حي السواني او الحارة الكبيرة التي يقطنها أغلبية اليهود المقيمين في جربة بعد حادثة الاعتداء بالحرق على بيتي صلاة البارحة وتمّ فقط تسجيل وجود أمني وخاصة قرب إحدى بيوت الصلاة التي تعرضت للاعتداء، في حين لا وجود لما يثير الانتباه او لتغير في المشهد اليومي لهذا الحي الذي يعدّ 12 بيت صلاة يهوديا و4 مدارس لتعليم الديانة اليهودية اثنتان للذكور واثنتان للاناث.