يسرى الشيخاوي-
سفينة تخوض عباب البحر في قليبية تاركة وراءها برج المدينة، لا تمضي سوى دقائق معدودات حتى يلتحق بها زورقان سريعان بعد الاشتباه فيها.
يقترب الزورق الأول ويحوم حول السفينة، وفي الأثناء يُجري عناصر طلائع البحرية اتصالات مع قائد السفينة للاستعلام بشأنها. يبتعد الزورق الأول فاسحا المجال أمام الثاني الذي أخذ يقترب أكثر فأكثر من السفينة وصعد عناصر الطلائع على متنها لإجراء عملية التفتيش. قائد السفينة لا يمنثل إلى إجراء التفتيش فتضطر وحدات الطلائع إلى مداهمة السفينة واقتحامها وإيقاف طاقمها.
هذه الاحداث ليست مشاهد في فيلم بل هي تمرين لطلائع البحرية بالقاعدة العسكرية بقليبية تابعناه من داخل جوّالة تحمل رقم ” 105″ تستعمل في التدخّل السريع خلال زيارة ميدانية أجرتها وزارة الدفاع إلى القاعدة العسكرية بقليبية.
مراحل تدخّل طلائع البحرية في حال الاشتباه في إحدى السفن
وطلائع البحرية هم خريجو مشاة البحرية يتلقون فيما بعد تكوينا خاصا ويتدخلون في العمليات الخاصة والسريعة.
وبوجود زورقين سريعين للقيام بعملية تفتيش السفينة يتقدّم الفريق الأول لإعلام قائدها بالأمر وفي حال لم يتعاون معه طاقم السفينة يتدخّل الفريق الثاني لدعم زملائه ومداهمة السفينة، وفق ما أفاد به حقائق أون لاين آمر مدرسة مشاة البحرية العقيد منير شربيب.
وعن الإجراءات المتبعة في حال ثبوت وجود أسلحة أو سلع مهربة، أوضح شربيب أنه يتم تحويل وجهة السفينة ثم تحرير محضر في الغرض واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
تهديدات متعدّدة في البحر
القاعدة العسكرية بقليبية تتميز بموقع استراتيجي هام إذ تطلّ على قناة صقلية وتشرف على حركة الملاحة لبحرية للقناة وهي متمركزة في المنطقة البحرية الوسطى بين راس الطيب وخط العرض الذي يمر من الشابة رأس كبوديا، وتضم هذه المنطقة المياه الداخلية والجرف القاري والمياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخالصة في صورة بعثها، وفق ما أفاد به آمر القاعدة البحرية الرئيسية بقليبية وآمر المنطقة البحرية الوسطى وآمر قطاع حفظ النظام بمعتمدية منزل تميم وقليبية وحمام الاغزاز والهوارية.
وهذه القاعدة تمكّن من مراقبة الأنشطة البحرية من قاعة العمليات كما تمثل قوة إسناد لعمليات التدخل البحري وإسناد لوجستي، ومن مهامها أيضا التنسيق مع وحدات الحرس الوطني والديوانة وحفظ النظام إذ تتدخل لمساعدة قوات الامن الداخلي والدوريات الامنية في المناطق الوعرة أو في حالة الفيضانات ومساعدة السكان إضافة إلى إزالة الألغام البحرية والنجدة والإنقاذ.
وقد شدّد آمر القاعدة البحرية الرئيسية بقليبية على تعدّد مخاطر البخر بما فيها التهديدات الإرهابية والتهريب وتجارة السلاح والجريمة المنظّمة، مشيرا إلى ان المنطقة تضم منشآت سياحية واقتصادية هامة وجب حمايتها.
الأنشطة الميدانية لمشاة البحرية
مدرسة مشاة البحرية التي تكون طلائع البحرية أُنشئت سنة 2012 وهي متمركزة في القاعدة البحرية الرئيسية بقليبية ومن مهامها أيضا تكوين الضباط وضباط الصف ورجال الجيش واختصاص مشاة البحرية حسب حاجيات جيش البحر وحسب حاجيات المصالح المشتركة الثانية، وهي تجري أيضا تربصات تخص التدخل بالبحر والقنص والأسلحة وتفتيش وحدة عائمة وأوكلت لها أيضا مهمة التدخل ضمن الطابع العام وحفظ النظام، وفق قول شربيب.
وتتمثّل الأنشطة الميدانية لمشاة البحرية في التدخل جوا بواسطة الحبل السريع الهبوط بواسطة الحبال والرمي التطبيقي والرمي العملياتي وتفتيش واقتحام البنايات إضافة إلى التدخل بالبحر والانزال الجوي في المناطق الغابية والانزال البحري.
وفي السنة الدراسية 2017/ 2018 كونت المدرسة 237 تلميذا، اختصاص مشاة بحرية، و191 تلميذا ضمن عملية التجنيد الاستثنائي في تكوين الاختصاص، فيما كونت 351 تلميذا ضمن عملية التجنيد الاستثنائي في التكوين البحري و100 تلميذ ضابط صف مستجد انتداب خارجي في التكوين العسكري الأساسي.
