استقبل العالم العام الجديد بحفل مزدحم في تايمز سكوير بنيويورك وبألعاب نارية في سماء العواصم الأوروبية، وسط آمال بانتهاء الحرب في أوكرانيا والعودة إلى الحياة الطبيعية بعد فيروس كورونا في آسيا.
وشهد العام الماضي اندلاع الصراع في أوكرانيا والمزيد من الضغوط الاقتصادية وتداعيات الاحتباس الحراري. لكنه كان أيضا عاما شهد بطولة مثيرة لكأس العالم لكرة القدم، واتسم بتغير تكنولوجي سريع، وجهود لمواجهة تحديات المناخ.
وبعدما بدأ عام 2023 أولا في آسيا وأفريقيا وأوروبا، انطلقت احتفالات نيويورك بالعام الجديد بأسلوبها المعتاد حيث احتشد الآلاف تحت المطر الغزير في ساحة تايمز سكوير، وانتظروا لساعات حتى تسقط كرة تايمز سكوير الشهيرة إيذانا ببدء العام الجديد.
وفي الوقت نفسه، شاهد الملايين العروض الموسيقية المصاحبة لسقوط الكرة البلورية والعد التنازلي عبر شاشات التلفزيون من غرف المعيشة حول العالم.
وفي وقت سابق، وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، اكتست (لندن آي) “عجلة لندن” باللونين الأزرق والأصفر تضامنا مع أوكرانيا، وشوهدت الألعاب النارية وهي تضيء سماء العاصمة البريطانية في منتصف الليل.
ولم يخلُ الاحتفال، الذي وصفه عمدة لندن بأنه الأكبر في أوروبا، من إشارة إلى الملكة الراحلة إليزابيث الثانية التي توفيت في سبتمبر أيلول، وإلى اللونين الأحمر والأبيض الخاصين بفريق كرة القدم الإنجليزي، وألوان قوس قزح التي تشير لمجتمع الميم.
* صمت في أوكرانيا
وبالنسبة لأوكرانيا، لا تبدو أن هناك نهاية تلوح في الأفق للقتال الذي بدأ مع الغزة الروسي في فبراير شباط.
وسمع دوي العديد من الانفجارات في كييف وفي أماكن أخرى في أنحاء أوكرانيا، ودوت صفارات الإنذار في مناطق متفرقة من البلاد في الساعات الأولى من العام الجديد.
وجعل استمرار فرض حظر التجول المسائي في جميع الأنحاء الاحتفال ببداية عام 2023 أمرا مستحيلا في الكثير من الأماكن العامة. ونشر العديد من حكام المناطق رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحذر السكان من خرق القيود.
لكن في كييف، تجمع أفراد بالقرب من شجرة عيد الميلاد في وسط المدينة مع اقتراب منتصف الليل. وقالت إحدى المحتفلات “لن نستسلم، ولن يفلحوا في إفساد احتفالاتنا”.
وفي موسكو أيضا كانت الاحتفالات هادئة، وغابت الألعاب النارية المعتادة عن الميدان الأحمر.
وفي أماكن أخرى من أوروبا، زينت الألعاب النارية السماء فوق البارثينون في أثينا، وبوابة براندنبورج في برلين، وقوس النصر في باريس حيث تجتمع الحشود في شارع الشانزليزيه لمشاهدة الألعاب النارية في العاصمة الفرنسية منذ عام 2019.
ومثلها مثل الكثير من الأماكن، تعاني العاصمة التشيكية براج من وطأة الأزمة الاقتصادية وبالتالي لم تشهد عرضا للألعاب النارية.
* إصابات كورونا تعكر المزاج في الصين
وفي وقت سابق، بدأت أستراليا أول احتفالات برأس السنة دون قيود كورونا بعد عامين من تعطيلها. واستقبلت سيدني العام الجديد بعرض مبهر للألعاب النارية تضمن للمرة الأولى شلالا بألوان قوس قزح قبالة جسر هاربور.
أما في الصين التي شهدت إلغاء قيود كورونا الصارمة في ديسمبر كانون الأول عندما ألغت الحكومة فجأة سياسة صفر-كوفيد، فقد عكر ارتفاع الإصابات الصفو العام وجعل الصينيين ليسوا في حالة مزاجية تشجع على الاحتفال.
ورغم أن العدد الرسمي للوفيات في الصين لا يكاد يرتفع، أشارت تقديرات لشركة البيانات الصحية إيرفينيتي ومقرها المملكة المتحدة الأسبوع الماضي إلى احتمالات بأن نحو تسعة آلاف شخص يموتون في البلاد على كل يوم جراء الإصابة بكوفيد.
لكن في مدينة ووهان، حيث بدأت الجائحة قبل ثلاث سنوات، تجمع الآلاف على الرغم من الوجود الأمني المكثف.
وأقيمت المتاريس ووقف المئات من أفراد الشرطة في دوريات حراسة.
وانطلقت مكبرات الصوت تردد رسالة تنصح الناس بعدم التجمع، دون انتباه من الحشود الكبيرة للمحتفلين.