“آيلان الغريق” نجم السجاد الأحمر في أيام قرطاج السينمائية .. أو حينما تكون الإنسانية بوصلة السينما

يسرى الشيخاوي-

 

الغريق السوري آيلان وجع عربيّ وجرح لا يندمل ويتجدّد مع كل حركة مدّ وزجر، آيلان ذلك الطفل الذي أعرض بوجهه عن العالم ورحل عنه معانقا ذرات الرمل، طفل عرّى اللاإنسانية التي عشّشت في كل الزوايا والتفاصيل ونحت بموته عذابات اللاجئين.

 

هذا الطفل الذي خلّده الموت، كان نجم السجّاد الاحمر في افتتاح أيام قرطاج السينمائية، في صورة حملها المخرجين التونسي علي صبري بلعيد والتركي عمر ساريكيا، صورة الطفل السوري المسجّى على ضفاف بحر ايجا التركي  أأضفت مسحة من الشجن على المكان وهي التي تذكّر بمبحمة اللاجئين الهاربين من أهوال الحرب

 

"آيلان العزيز لن ننساك"، مفردات كّتبت بحروف من يكسوها الالم والامل في تغيير واقع اللاجئ وعلى جنبات الصورة علمي تونس وتركيا، في رسالة فنّية وإنسانية استمدّت أسسها من الطفل الرمز الذي تختزل صورته غريقا أزمة الهجرة نحو أوروبا.

 

وعن هذه الصورة يقول المخرج والممثل التونسي علي صبري بلعيد إنّه إن لم يحمل هو صورة الطفل السوري الغريق آيلان في افتتاح أيام قرطاج السينمائية رفقة المخرج التركي عمر ساريكيا لكان حملها المخرج الراحل نجيب عيّاد لأنه كان من المنتظر ان يكون موجودا في الفيلم، وهو في كل الأحوال حاضر رغم الموت، وفق قوله.

 

ويضيف بلعيد في تصريح لحقائق اون لاين، على هامش افتتاح أيام قرطاج السينمائية، " لن انسى الجلسات التي أمضيتها مع الراحل نجيب عيّاد وأنه أول شخص شجعني على السينما وأوّل من آمن بي في الوقت الذي أراد فيه كثير من الاشخاص عرقلتي لأنّي اسم مزعج ومستفز ولا يخشى في الحق لومة لائم".

 

وتابع بالقول " شرف لي أن اكون والمخرج العالمي عمر ساريكاي  ضيفا شرف لمهرجان قرطاج السينمائي، وأن يكون العلم التونسي إلى جانب العلم التركي لا يختلف كثيرا عن ان يكون الى جانب العلم الجزائري أو المغربي او المصري فكلنا في نفس السلة وإذا نحن لم نتحدّث اليوم عن واقع اللاجئين في سوريا قد نكون عرضة لنفس الازمة".

 

ويشير محدّثنا إلى أن الفنان يحس بمعاناة الآخر ويتجرأ على تعرية نفسه والواقع وفضح الحقيقة حقيقة أننا فقدنا إنسانيتنا حينما لم نقل لا للأمريكيين والفرنسيين الذين يشنّون الحرب تلو الحرب في الاوطان العربية، واليوم نحن أخذنا الكلمة عمن يرفضون تسمية الأشياء بمسمياتها ومحاسبة تجار السلاح وتعرية صفقاتهم التي شرّدتنا إخوتنا في سوريا وتحدّثنا عن الطفل آيلان بابي في فيلم جسّدتُ فيه دور البطولة، وفق قوله.

 

ويلفت إلى انّ لقاءه مع المخرج التركي عمر ساريكايا كان بإيعاز من زميلته مبروكة الغانمي وكان ان اختاره بطلا لفيلمه الذي يحكي قصّة حقيقية كما اختره مخرجا مساعدا وساركه في الإنتاج ذلك أن  أغلب المنتجين لا يريدون المضي قدما في مشاريع فنية تعري الحقائق ويتهافتون على التجاري.

 

ويضيف " اليوم مع عمر ساريكايا تمكّنا من تبيلغ رسالة انسانية في عمل شاركت فيه خمسة وثلاثون جنسية إذ ضم مديري تصوير وممثلين معروفين من ألمانيا والولايات المتحدة الامريكية وباريس وتركيا وبلدان اخرى ومرابيح هذا الفيلم ستكون لفائدة اللاجئين".

 

ويتابع " أما الرسالة الاقوى فهي أن تراجيديا الشع السوري مازالت متواصلة وأنه يجب محاسبة المسؤولين عنها وما حصل في سوريا يمكن ان يحصل في اي بلد عربي آخر فبلداننا مستباحة ولا بدّ من وقف هذا النزيف والوقوف في وجه كل من يحاول المس من كرامتنا ومن أرضنا وأوطاننا"، مشيرا إلى ان الإنسانية بوصلة السينما التي تحارب كل مظاهر الخراب والتلوّث وتنقد المجتمعات نقدا لاذعا بهدف التغيير وأنه ضد السينما التجارية ومع سينما المؤلف  التي تعرّي الحقيقة وتمس المتقبل ليتفاعل ويردّ الفعل، على حدّ تعبيره.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.