الطبوبي يدق أبواب الحكومة بمعاول الشغالين.. والسبسي يستنجد بالعباسي

 

بـسـام حـمـدي-

مسلّحا بمطالب العمال والشغالين، محملا بشعارات الزعيم فرحات حشاد، ملتزما بمبدأ الالتزام بالتوقيع على وثيقة قرطاج، ومطالبا بتعديل تشكيلة الحكومة وضخ دماء جديدة ضمنها، يدق الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي أبواب قصر الحكومة بعد أيام قليلة من إنهاء هدنة بين المنظمة الشغيلة والحكومة.

في جل خطاباته أمام آلاف العمال، طوى الطبوبي صفحة التودد والهدنة مع الحكومة وجدّد تربع الاتحاد العام التونسي للشغل على رأس القوى الناقدة والضاغطة على الحكومة لتصحح مسار عملها وذلك بعد فترة وُصفت فيها علاقة الاتحاد بالحكومة  بفترة الزمن الوردي.

“الوقت لم يعد وقت المجاملة ولا المحاباة، بقدر ما هو وقت رفع التحدي وايجاد الحلول الناجعة والفاعلة”، شعار رفعه الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل أمس الأحد في تجمع نقابي ببنزرت منبها الى أن ملامح الفريق الحكومي المستقبلي، ومن سيتولى قيادة المرحلة القادمة ستتضح على ضوء مخرجات أعمال الاطراف المساهمة في وثيقة قرطاج، على اثر مناقشات الموقعين عليها من أحزاب سياسية، ومنظمات وطنية.

تصعيد الطبوبي ونقده لأداء الحكومة وعلى رأسها يوسف الشاهد تجليا بقوة في الحملة التي أطلقها الاتحاد تحت شعار ” نقابي حر وما نبيعش بلادي” وبلغ التصعيد حد تلميحه الى امكانية تغيير الشاهد وتعويضه بشخصية أخرى حتى أنه قال أمس الأحد أن مكونات وثيقة قرطاج ستعمل اليوم الاثنين على تحديد الأولويات وتضمين ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع الأخير بقصر قرطاج، وعلى ضوء هذه الأولويات ستتضح ملامح الفريق الحكومي الجديد ومن سيكون “ربان السفينة”  للمرحلة القادمة.

وهذا التصعيد في خطاب الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل مرده كذلك تصريحات مسؤولي الحكومة بالعزم على  التفويت في بعض المؤسسات العمومية وكذلك بعض تصريحات قيادات نداء تونس التي تندد بمشاركة الاتحاد في وثيقة قرطاج ونقده للحكومة في آن واحد.

وفسر الطبوبي دعوته الى اجراء تحوير وزاري بكون الحكومة الحالية لم تقدم نتائج تذكر ناقدا أداء رئيس الحكومة بقوله “ما هكذا تدار دواليب الدولة.. كي ما تقدش روحك يلزمك تتبدل” ما يحيل الى أن الاتحاد سيجلس مجددا الى طاولة الحوار مع الموقعين على وثيقة قرطاج وفي سلة مطالبه تحوير وزاري شامل وفي العمق.

في الأثناء، يبدو أن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي قد لجـأ الى طلب النجدة والمساعدة من الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل السابق حسين العباسي وقام اليوم باستدعائه الى قصر قرطاج ليطلب منه التدخل في الأزمة الجديدة بين الاتحاد والحكومة ويخفف ضغط الطبوبي على رئيس الحكومة يوسف الشاهد.

وربما سيكون لحسين العباسي دور هام في المرحلة القادمة في الحدّ منسوب الاحتقان والتشنج المتجدد بين حكومة الشاهد واتحاد الشغل وقد يلتقي لاحقا ببعض قيادات الاتحاد دون أن يتخلى بدوره عن مبدأ عدم التفويت في المؤسسات العمومية.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.