الضعف الأمني يثقل كاهل الليبيين

شذى الخياري-

تخيم حالة من التخبط السياسي على الأجواء الليبية في ظل عدم وجود رئيس مُنتخب للدولة بعد فشل إجراء الإنتخابات الرئاسية اواخر العام الماضي وإستمرار الحكومات المؤقتة في تولي السلطة في البلاد.

ويصحُب هذا التخبط السياسي فوضى أمنية في جميع مناطق البلاد وبالأخص في منطقتي الجنوب والشرق والتي نعمت لمدة طويلة بحياة آمنة خالية من تهديد الميليشيات والتنظيمات الإرهابية.

وعاد نشاط الجماعات المسلحة في ليبيا من جديد إلى محط أنظار الجميع بعد أن أثر وبشكل كبير على عجلة الإقتصاد في البلاد نتيجة لوقف تصدير النفط والذي يُعتبر بمثابة الشريان الرئيسي للإقتصاد الليبي.

وقاستغلت هذه التنظيمات الإرهابية إنسحاب قوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاغنر من مناطق تواجدها في شرق وجنوب ليبيا لتتمدد أكثر.

وجاء إنسحاب فاغنر  مطلع العام الجاري تنفيذاً لمطالب الشعب الليبي بخروج كافة القوات الأجنبية من داخل البلاد للمضي قدماً نحو إنتخابات برلمانية ورئاسية وفق المسار السياسي السلمي في البلاد.

ضُعف قوات الجيش الوطني الليبي والناجم في المقام الأول عن خروج فاغنر من ليبيا، أعاد لميليشيات المنطقة الغربية ثقتهم بنفسهم، وبدأوا يتجهزون للهجوم على المنطقة الشرقية وبسط نفوذهم على جميع ربوع ليبيا بدعم خارجي من دول الغرب وتركيا التي جاءت بالمرتزقة السوريين المواليين لها إلى طرابلس في فترة تولي فايز السراج رئاسة حكومة الوفاق الوطني السابق.

هذا وقد تداولت الأنباء خبر عودة زعيم الجماعة الليبية المقاتلة، المصنّفة تنظيماً إرهابياً، عبد الحكيم بلحاج إلى ليبيا، بعد غياب 5 سنوات قضاها متنقلا بين عديد الدول. 

ويرى المحلل السياسي جابر الهمالي أن هذه العودة تعيد إحياء تحالفات دينية متشددة تتمثل في تيارات الإخوان بقيادة علي الصلابي وجناحه المسلح بقيادة بالحاج، يضاف إليها الجناح الذي يقوده المفتي الصادق الغرياني مع قيادات بقايا شورى بنغازي ودرنة الهاربين من إقليم برقة شرقاً بعد سيطرة قوات الجيش الوطني الليبي على الشرق بدعم مباشر من قوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاغنر، وطرد هذه الجماعات من درنة وبنغازي، يضاف إليها طرف جديد وهو تحالفها مع رئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبد الحميد الدبيبة.

ومع إنسحاب فاغنر أصبح الحمل يفوق قدرات الجيش الوطني الليبي، خاصة مع إستمرار الدعم الخفي من دول الغرب للتنظيمات الإرهابية في الجنوب ومحاولات دخول ليبيا من جهة، ودعم تركيا للميليشيات والمرتزقة في المنطقة الغربية من جهة أخرى.

هذا الضعف الأمني بدا واضحا على حياة المواطن الليبي البسيط على الصعيدين الأمني والإقتصادي، وأصبح حلم أكثر من 2.8 مليون ليبي لعقد إنتخابات برلمانية ورئاسية أمراً مستحيلاً في ظل الإنفلات الأمني الحالي.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.