مروى الدريدي-
اللغة سمة بشرية وهبة إلاهيّة بها نعبر ونتألّم ونعيش ونتندّر ونخفف عن أرواحنا كدرا قد يصيبها، لكن ماذا عن أولائك الذين لا يملكون لسانا ناطقا؟ لغتهم الوحيدة هي الاشارات عبر تحريك كل ما يمكن ان يعبر عن كلام فيهم، ويحاول كل من يتواصل معهم أن يسبر أعماق أنفسهم علهم يظفرون بمعنى لهذه الاشارات.
هم الصمّ، من احترفوا لغة الاشارات فهم يتواصلون بها منذ أن دبّ الوعي في عقولهم هي حياة بالنسبة إليهم، من خلالها يفرحون ويعشقون ويعبرون عن مشاعرهم وتفتح لهم أبواب التواصل مع الآخر الناطق.
الصم على هامش الحياة
غير أن الصمّ في تونس قليلو حظّ، وضعتهم الدولة على الهامش وحادت عن طريق الاهتمام بهم، الذي يبدأ ضرورة من مرحلة الطفولة ويتواصل حتى الكبر.
ووائل قرماسي هو تونسي مترجم لغة الاشارة بفرنسا، ورئيس جمعية الصمّ بفرنسا وعضو المنظمة العالمية للصمّ بواشنطن، وهو ابن لأب وأم من الصم، ويفخر بذلك كثيرا،
وتحدث لحقائق أون لاين، عن فئة الصمّ بتونس، معتبرا أن نظرة المجتمع لهم ولأبنائهم مؤلمة وقاسية جدّا، إذ يطلق عليم لفظ "بكوش" أو "ولد البكوش" إذا كان والداه من الصم، فضلا عن النظرات التي يرمقونهم بها.