مروى الدريدي-
قال المحلّل السياسي منير الشرفي إن الرأي العام كان ينتظر رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي أن ينتفض ضدّ خصومه وأن يعدّل عقارب الساعة قبل بضعة أشهر من انتهاء عهدته الرئاسيّة، خاصّة وقد هيّأ لذلك ببعض المبادرات مثل دعوة مجلس الأمن القومي أكثر من مرّة لفتح ملف الجهاز السري لحركة النهضة واستقباله لوفد من نوّاب الشعب الذين قدّموا للعدالة شكاية ضد النهضة بسبب هذا الجهاز.
واستدرك منير الشرفي بالقول: "لكن المفاجأة جاءت مُعاكسة تماما للتوقّعات، وهو ما بدا واضحا في خطاب رئيس الجمهورية الذي ألقاه يوم 20 مارس 2019 بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لعيد الاستقلال.
ولفت الشرفي إلى أن السبسي لم يقل كلمة واحدة تُفيد تخلّيه عن مساندة ابنه في حزب نداء تونس، وهو ما يُبيّن أنه ارتضى لهذا الحزب الانهيار بدل ترميمه دون حافظ قائد السبسي.
وأكد رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، خلال الخطاب الذي ألقاه اليوم الاربعاء 20 مارس 2019، بمناسبة الذكرى 63 للاستقلال، أن اعتماد الوحدة الوطنية ركيزة أساسية للحفاظ على المكاسب التي توصل إليها الشعب التونسي بعد الثورة، منتقدا ما اعتبره "محاولة لاستبعاده كرئيس جمهورية من السلطة التنفيذية رغم ما نص عليه الدستور من تقاسم للمهام التنفيذية بين رئيسي الحكومة والجمهورية".
ويرى السبسي بالتالي أنه من الأحسن التفكير في تعديل لبعض فصول الدستور من أجل عدم وقوع اللوم وتحمل المسؤوليات على طرف دون غيره خاصة في خضم سنة انتخابية جديدة، مبينا أن المؤشرات الاقتصادية التي وصلت إليها البلاد سلبية جدّا حيث وصلت نسبة التضخم إلى 7.3% ونسبة التداين العمومي 71.7% والعجز التجاري الذي وصل إلى 19.1% والعجز الطاقي 6 مليارات، وتراجع إنتاج الفسفاط ومداخيله إلى مستويات ضعيفة مقارنة بسنة 2010 مقابل ارتفاع عدد العملة.