السوبر التونسي: الجامعة تتنكر لأصحاب التذاكر والحجوزات.. اللقاء يعود إلى رادس.. والمرابيح في مهب الريح

بقلم: محمد عبدلي-
 
فشلت الجامعة التونسية لكرة القدم في إعادة إحياء مواجهة السوبر التونسي التي قبرت منذ موسم 2001 لتجد نفسها في ورطة كبرى بما أن الولادة الجديدة لهذه المسابقة جاءت مشوهة وأفرغت اللقب من مضمونه وكينونته.
 
الجامعة ورغم كل ما حفّ بهذه المقابلة من أحداث وتطورات لا تزال تصر على أن تلعب المقابلة في مشهد غريب يطرح ألف سؤال عن الغايات والأسباب التي تكمن خلف هذا الإلحاح..
 
السوبر لم يكن لقبا مبرمجا قبل سنة كما تسير عليه الأمور في العالم أو مثلما سيكون عليه الأمر بالنسبة للسوبر التونسي الإماراتي وإنما وقع استحداثه في وسط الموسم وهي بدعة تونسية صرفة..
 
بدعة جعلت المقابلة تكون بمثابة المباراة الودية أو الاستعراضية الخالية من أية متعة أو إضافة رياضية كما أن تغيير موعده من تاريخ إلى آخر يقيم الدليل على أن الحدث جاء مشوها.
 
تنكر لأصحاب الحجوزات
 
لجأت الجامعة التونسية لكرة القدم إلى القضاء التونسي لتتبع شركة "أورافي وورلد" من أجل الإخلال بالتزاماتها التعاقدية طلبا للحصول على تعويضات مالية نتيجة الأضرار التي حصلت للفريقين وأيضا للجامعة.
 
ولئن يرى الكثيرون أن مقاضاة الشركة المنظمة جاء حفظا لماء وجه المكتب الجامعي المسكوب خصوصا مع كل ما أثاره تأجيل السوبر من تعاليق فإن الوضعية تحمل أوجها أخرى تضع الجامعة محل تشكيك وانتقاد.
 
فلئن سيكون القضاء فيصلا في إعادة حقوق الجامعة فإن وضعية أصحاب الحجوزات والتذاكر هي التي ستظل غامضة فالعامرية الحاجي أكدت في الأحد الرياضي أنها ستكون جاهزة في المهلة التي حددتها الجامعة وأن شركتها ستعيد حقوق أصحاب التذاكر وتنظر في وضعية أصحاب الحجوزات.
 
ومع فشلها في التجهيز للسوبر في الآجال بات التشكيك جائزا أيضا في مدى قدرتها على تعويض المتضررين لاسيما بعد أن ارتفعت خسائرها بعد ما أنفقته وأيضا فقدانها لتنظيم اللقاء.
 
الجامعة لجأت إلى شركة بلا تاريخ ودون كفاءة وتحوم حولها شبهات عديدة وبالتالي كان من الحريّ بها أن تتحمل مسؤوليتها أيضا في الدفاع عن حقوق المتضررين الذي ورطتهم في عملية تحيّل تسببت لهم في خسائر مالية ناهيك أن بعض الذين حجزوا للمباراة عبر وكالات الأسفار قاموا باقتراض المبالغ من البنوك أو تعاقدوا مع الوكالات بالتقسيط ما سيجبرهم على خلاص حدث لم يتمكنوا من حضوره.
 
عودة إلى رادس
 
فقد السوبر التونسي كل نكهة ممكنة خصوصا بعد اعتذار كل من النادي الإفريقي والنجم الرياضي الساحلي عن خوضه فحتى حضور النادي الرياضي البنزرتي لن يكون كافيا ليعيد لهذا الموعد رونقه رغم الحضور والمستوى الجيد لأبناء منتصر الوحيشي هذا الموسم.
 
وفي ظل القطيعة مع الشركة المنظمة للسوبر التونسي بدأ الحديث عن إمكانية عودة الحدث إلى الملعب الأولمبي برادس وهو ما أكده عضو جامعي لـ"حقائق أون لاين" حيث أفادنا بأن تنظيم المقابلة في تونس أصبح واردا.
 
ويبحث المكتب الجامعي عن تنظيم اللقاء بقطر غير أن فكرة إقامته في رادس تستهوي الكثيرين على الأقل بغرض التأكيد أن نقله خارج تونس كان أكثر فائدة لطرفي السوبر من خوضه في تونس خاصة من ناحية العائدات المالية.
 
إعادة نظر
 
بفسخ التعاقد مع شركة "أورافي وورلد" والتوجه إلى القضاء لتتبعها عدليا سقط الحديث عن ملف العائدات المالية فالفائز باللقب لن يغنم 100 ألف دولار ووصيفه لن يحصل على 75 ألف دولار.
 
ووفق ما أكده مصدر جامعي لـ"حقائق أون لاين" فإن توزيع العائدات المالية سيعرف إعادة نظر قياسا بما ستجنيه الجامعة من مرابيح عند إجراء المقابلة في موعدها الجديد المحدد لشهر أفريل.
 
وفي ظل سقوط الجانب المالي واعتذار قطبين من أعرق الأندية في تونس كالنادي الإفريقي والنجم الرياضي الساحلي عن خوض السوبر بات السؤال المطروح هو لماذا تصر الجامعة أن تكون إعادة إحياء لقب السوبر بهذه الشاكلة؟ وهل بمثل ما عرفته هذه المقابلة يمكن التسويق للكرة التونسية؟
 
أسئلة عديدة وشبهات بالجملة فيما يمكن التأكيد أن هيبة الكرة التونسية ضربت في مقتل في ظل ما رافق السوبر التونسي من لغط في الصحافة العالمية وانتقادات للأسلوب الهاوي الذي تعاملت به الجامعة مع حدث يفترض أنهما أعرق فريقين في تونس.
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.