وداد العابد-
قضت الدائرة الجنائية المختصة في النظر في قضايا الارهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس، بالسجن بين عامين و10 سنوات سجنا في حق فلاّحين ورعاة، اتهموا بتقديم الدعم اللوجستي لارهابيي كتيبة أجناد الخلافة.
وفي التفاصيل، جلبت الوحدات الأمنية إلى هيئة الدائرة الجنائية المختصة في النظر في قضايا الارهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس، وتحت حراسة مشددة 12 متهما في ملف الدعم اللوجستي والمؤونة للإرهابيين بالجبال التونسية، وقد كشفت الابحاث مع المتهمين أنهم كانوا يتسلمون أموالا من قبل الإرهابيين ترواحت بين 50 و200 دينار.
وباستنطاق المتهم الأول وهو متهم بتوفير المؤونة للإرهابيين وتظليل السلطات الأمنية والعسكرية حول تنقلات واتصالات الإرهابيين به، وجلب السلع من مواد غذائية لهم مقابل تمكينه من مبلغ 50 دينارا، أنكر ما نسب إليه، نافيا ان يكون اعتاد مساعدة العناصر الارهابية المتحصنة بجبال وادي مليز وتحديدا جبل بوربيح عمادة حكيمة الجنوبية أين يقطن وبقية أفراد عائلته.
وأوضح انه لم يتسلم أي مبلغ مالي من الإرهابيين وانه سلمهما فعلا في ليلة حضورهما لمنزلهم بعض الخبز حين طلبا منه الأكل، وقد عرضا عليه تمكينه من مبلغ مالي لشراء الطعام لهم ووضعه بالطريق المحاذي للجبل، مضيفا انه تسلم منهما 50 دينارا، وفي صبيحة اليوم الموالي اشترى لهم ما طلبوه منه نافيا ان يكون قد اتفق معهما على توفير مؤونة مقابل عمولة قدرها 50 دينار.
وكشف المتهم انه يقطن وعائلته في الجبل وانه يعرف ان الإرهابيين متواجدين به وأنهم داهموا احدى المنازل بالجهة، إضافة الى ان ابن عمه تعرض لاعتداء من الإرهابيين بالجبل مؤكدا ان زيارة الإرهابيين لمنزله كانت في مناسبة واحدة وانه اقتنى لفائدتهم المؤونة مرة واحدة فقط.
وأكد ان ما قام به كان نتيجة الخوف منهم خاصة وانهم اعتدوا على ابن عمه وخلفوا له اضرارا كبيرة خلال لقائهم بهم صدفة بالجبل، موضحا أن السلطات الامنية لم تتصل بابن عمه الذي تعرض لإعتداء الا بعد 3 أيام.
وبين المتهم ان أحد الإرهابيين كان جزائري الجنسية، مشيرا الى انهما كانا ملثمين ومسلحين.
وباستنطاق المتهم الثاني اعترف بما نسب إليه موضحا ان أحد الإرهابيين قريبه وقد نفذ كل ما طلبه منه مشيرا الى انه جلب له كمية من الامونيتر على متن سيارته وسلمه إياها.
وباستنطاق متهمين يعملان كرعاة بالمغيلة اعترفا بما نسب إليهما، وانهما مكّنا الإرهابيين من الطعام والشراب واللباس نتيجة التهديد والخوف حيث اخبروهما انهم سيقتلونهما وبقية أفراد عائلتهما إن لم ينفذا أوامرهم/ واعترفا انهما تحصلا على من مبلغ 100 دينار.
وبإستنطاق المتهم الرابع اعترف بتعامله مع الارهابيين تحت طائلة التهديد والخوف مشيرا الى انه لم يعلم الوحدات الأمنية والعسكرية نتيجة خوفه من الإرهابيين .
وبإستنطاق فتاة اعترفت بتسليم الإرهابيين الطعام وانهم كانوا يقتحمون منزلها القريب من الجبل بأسلحة نارية ويطلبون منها ان تعد لهم الخبز والطعام، مؤكدة ان ما اقدمت عليه كان نتيجة الخوف من ردة فعل الإرهابيين.
وبالاستماع لفلاح متهم في القضية المذكورة اكد انه فوجئ بالارهابيين يقتحمون منزله الذي يبعد عن الجبل سوى بضع امتار ويشهرون في وجهه أسلحتهم النارية ثم طلبوا منه تمكينهم من المؤونة والأغطية فاستجاب لهم، عندها وضعوا تلك الاغراض في كيس ومكنوه من مبلغ 100 دينار ثم غادروا المكان، مشيرا الى انهم اقتحموا منزله مرة ثانية واستولوا على المؤونة ومكنوه من مبلغ 25 دينار.
واكد المتهم ان الإرهابيين اعلموه بالانتقام منه ومن ابنائه إن هو أشعر الوحدات الأمنية بذلك وطلب المتهم الحماية من الإرهابيين.