السبسي أمام برلمان السويد: تحوّل النموذج التونسي إلى مصدر إلهام يفرض على العالم واجب دعمه وتحصينه

أكد رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، أن تحوّل النموذج التونسي إلى "مصدر إلهام فعلي للشعوب الطامحة للتحرر من الاستبداد، يطرح على مجموعة العالم الحر واجبا أخلاقيا، مداره دعم هذا النموذج وتحصينه، لأن في ذلك مصلحة التونسيين أولا، والمنطقة والعالم ثانيا".

وعبر رئيس الجمهورية، في كلمة له ألقاها، اليوم الاربعاء 04 نوفمبر 2015، أمام برلمان مملكة السويد، حيث شرع في زيارة دولة تتواصل ثلاثة أيام، عن تطلع تونس لدعم قوي من شركائها، وفي طليعتهم المملكة السويدية، لإعادة الثقة إلى المستثمرين والمانحين الدوليين.

واعتبر السبسي أن من شأن هذا الدعم "أن يساهم في تعزيز دعائم الديمقراطية ومناخ الاستقرار في البلاد"، باعتبار أن الاستثمار في تونس هو "تثبيت للقيم الديمقراطية" ودعامة هامة "لاستقرار الأوضاع.. في تونس.. وفي المنطقة كلها".

وبعد أن ثمن تزامن زيارته إلى ستوكهولم مع "حدث تاريخي مميز كان للسويد دور أساسي في تحقيقه"، ألا وهو إسناد جائزة نوبل للسلام للرباعي الراعي للحوار الوطني، أكد قائد السبسي أن دعوته لمخاطبة ممثلي الشعب السويدي يعد "تكريما لتونس، ولما حققه شعبها خلال السنوات الأخيرة من إنجازات في سبيل إرساء نموذج ديمقراطي يستمد مقوماته الأساسية من الانخراط في القيم الكونية والتشبث بالحرية ومبادئ حقوق الإنسان".

وأكد أن تونس التي تعول في رفع ما تواجهه من تحديات على إمكانياتها وطاقاتها والمزايا التفاضلية لاقتصادها، مؤهلة اليوم "لأن تكون منصة حقيقية للاستثمارات والصادرات السويدية إلى المنطقتين العربية والإفريقية".

وعبر رئيس الجمهورية في هذا السياق عن التطلع إلى أن، ترافق السويد جهود تونس الإصلاحية، بإعادة إدراج تونس، بصفة استثنائية، ضمن البلدان المستفيدة من المساعدة من أجل التنمية، ومنحها مجددا تمويلات بشروط تفاضلية ميسرة.

كما لاحظ أن تونس اصطدمت، "كغيرها من الدول التي شهدت فترات انتقالية، بكم هائل من التحديات الاجتماعية والاقتصادية، في طليعتها البطالة الخانقة لعدد هام من الشبان وضرورة تدارك الحيف الذي طال الجهات الداخلية والاستجابة لمطالبها المشروعة في التنمية والتشغيل. وازدادت وطأة هذه التحديات بتفاقم الإرهاب والعنف والتطرف".

وشدد الباجي قائد السبسي، في هذا المضمار، على أن تونس عازمة "بدعم من أصدقائها وشركائها، على إحباط مشروع الجماعات الإرهابية الرامي إلى تقويض سلطة الدولة ونشر الفوضى"، مؤكدا أن المحاولات اليائسة لهذه الجماعات، على غرار عمليتي متحف باردو وسوسة الإرهابيتين، "لن تزيد تونس إلا تصميما على التصدي لهذه الظاهرة واقتلاع أسبابها".

وكان رئيس البرلمان السويدي، "اربن الين"، عبر في كلمة له قبل ذلك عن تهانيه لتونس بمناسبة إحراز الرباعي الراعي للحوار الوطني جائزة نوبل للسلام لسنة 2015.

وأكد أن بلاده مقرة العزم على مواصلة دعم تونس في مسارها الانتقالي الديمقراطي، "الذي حققت فيه تقدما إيجابيا"، وتعزيز جهودها في المجال الاقتصادي، بما يرسخ عوامل الأمن والاستقرار. كما عبر عن التطلع إلى توثيق التعاون بين البرلمانين السويدي والتونسي.

المصدر: وكالة تونس افريقيا للانباء

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.