الروائي كمال الرياحي يكشف عن "العين الحمرا" ويتقرب من الشارع بـ"المشرط"

كشف الروائي "كمال الرياحي" أنه سيقتني عددا كبيرا من نسخ روايته "المشرط" في طبعتها اللبنانية ويتبرّع بثلث مداخيل بيعها لأطفال الجهات المهمّشة في تونس ، داعيا الكتاّب التونسيين والجمعيات المهتمة بالشأن الثقافي الى أن يحذوا حذوه. 

كما بيّن "الرياحي" لحقائق أون لاين أنه بصدد اجراء مشاورات مع ثلّة من الكتاب التونسيين والجمعيات قصد فتح مجال المشاركة لعدد أكبر من المساهمين في اقامة معرض كتب يتنقّل فيه الكتاب والكاتب معا نحو المناطق المحرومة فتباع المؤلّفات لهواة المطالعة ويخصّص ثلث ريع المبيعات لاقتناء أدوات مدرسية للأطفال المحتاجين. 

هذه المبادرة التي تأتي في اطار حملة "العين الحمرا" جاءت بناء على شهادات تلقّاها الروائي كمال الرياحي من أصدقاء له زاروا منطقة "توجان" في "مطماطة" وهالهم ما لمسوه فيها من فقر مدقع وطفولة محرومة لصبيان يذهبون حفاة الى المدرسة وفتيات أقصى طموحهنّ "التخرّج" من الصفّ السادس ابتدائي. 

وأكّد صاحب "المشرط" أنّ المبادرة ليست استجداء من أجل لمال بل مساهمة في تشجيع الاقبال على الكتاب ومحاولة للتصدّي للجهل والفقر والعنف والأمية التي تفاجأ الشعب التونسي بارتفاع معدّلها بعد الثورة ، مضيفا أنه يرى في أطفال الأرياف التونسية صورة نفسه التي عاشت الخصاصة أيام الطفولة. 

وكان كمال الرياحي قد أطلق منذ فترة قصيرة حملة بعنوان "العين الحمرا" دعا فيها كلّ مناصري الثقافة وحقوق الانسان ومناهضي الأمية والعنف الى التقاط صور شخصية مع روايته "المشرط" ونشرها على المواقع الاجتماعية في رسالة ضدّ العنف المسلّط على المرأة والارهاب والجهل . وهي حملة تتنزّل ضمن مشروع ثقافي واجتماعي أكبر هو مشروع "قريب جدّا" الذي تتمثّل فكرته في تقريب المبدع من الشارع ومن الفئات المسحوقة ، خاصّة وأنّ المثقفين التونسيين قد اتّهموا بعد الثورة ببعدهم عن مشاغل الشارع التونسي واعتكافهم في أبراجهم العاجية حسب ما أكّده صاحب روايتي "المشرط" و"الغوريلا" كمال الرياحي.

محدّثنا بيّن كذلك أنّ "العين الحمرا" هي بالأساس رسالة تحذير من الارهاب الذي يجسّده تنامي العنف وعودة الرقابة وأنها محاولة لـ "إعادة الأدب الى اللّعب" وأنسنة الكتاب الذي أصبح غريبا لدى عامة الناس. 

وفي سؤال له حول موقفه من تناول السينما لقضية "الشلاط" التي كتب عنها في روايته "المشرط" ، أجاب كمال الرياحي أنه لم يشاهد بعد فيلم "شلاط تونس" للمخرجة كوثر بن هنية لكنه تعاون معها منذ عام 2009 بتقديمه تسجيلات حول دوافع كتابته للرواية الحائزة على جوائز وطنية ودولية عديدة. واعتبر أنّ حادثة الاعتداء على نساء تونسيات بمشرط سنة 2003 تهمّ كل التونسيين ومن حق كلّ المبدعين العودة اليها وتناولها بمقاربات مختلفة. 

وشدّد الروائي على أنه من المهم التقرّب من الشارع لكن مع وجوب الحذر من تحويل الرديء الى جيد والمجرم الى بطل. فظهور الشلاط في شوارع تونس كان عنفا موجّها ضدّ المرأة والجسد والحداثة ولا يمكن أبدا أن يكون له بعد ايجابي. 

واختتم كمال الرياحي صاحب مبادرة "العين الحمرا" حديثه قائلا انه يحمد الله على ما بلغه من قاعدة جماهيرية شبابية كبيرة في تونس والخارج والتي تعود حسب رأيه الى عودة الشباب لمعانقة الكتاب بعد ظهور كتّاب يمكن أن يقرؤوا لهم ، مضيفا أنه هو نفسه كثيرا ما أصيب بالاحباط بعد مطالعة بعض مؤلفات وضعها كتاب آخرون. 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.