الرئاسة تتجاوز كل الخطوط الحمراء.. وتحول رادس من مسرح لعرس نهائي الكأس إلى ساحة حرب؟

بقلم: محمد عبدلي-

بعد نحو ساعة ستعطى شارة انطلاق نهائي كأس تونس الذي سيلعب بين النادي الإفريقي والنجم الرياضي الساحلي في قمة تقليدية تتكرر للمرة الرابعة في الخط الأخير للفوز بقلب الأميرة.

نهائي الكأس كان يفترض أن يكون عرسا كرويا باعتبار أهمية اللقب من جهة وقيمة الفريقين من جهة ثانية إلا أن الديوان الرئاسي اختار أن يفسد الفرحة والحفلة بإجراءات تجاوزت كل الخطوط الحمراء.

وعلى امتداد الأسبوع خلف الديوان الرئاسي ووزارة شؤون الشباب والرياضة حالة احتقان غير مسبوق في صفوف الجماهير وأيضا الفريقين قياسا بالإجراءات التي فرضها.

البداية كانت بتركيز مكبرات صوت بملعب رادس وذلك لحجب صوت الجماهير الغاضبة ومنعها من إيصال عدم رضاها إلى رئيس الجمهورية وأيضا للوزيرة ماجدولين الشارني.

قرار بات يتكرر في المواسم الأخيرة ما جعل العمل بالنسبة للصحفيين والتشجيع بالنسبة للجماهير في ملعب رادس أمرا صعبا ومقرفا ربما في ظل الصخب الذي تحدثه مكبرات الصوت.

وبعد مكبرات الصوت ارتأت الرئاسة حجب تذاكر المدرجات الرئيسية السفلية والعلوية القريبة من المنصة الرئاسية ونفذت الوزيرة القرار واستجابت الجامعة رغم أن ذلك سيكبدها خسائر بقيمة 200 ألف دينار.

إجراءات صارمة تواصلت بحرمان منتسبي الفريقين من لاعبين ومسؤولين وإطارات فنية وطبية وغيرها من مصافحة رئيس الجمهورية منذ الاستقلال مقابل الاقتصار على قائد الفريق الحائز على الكأس ورئيسه وطاقم التحكيم.

إلى ذلك ركزت وزارة الداخلية آلات لكشف المعادن في الطريق إلى حجرات الملابس وهو ما عطل لاعبي الفريقين قبل الوصول إلى حجرات الملابس والتي تم تفتيشها بدورها.

ما فرضه الديوان الرئاسي من إجراءات صارمة شوّهت العرس الكروي خلف سخطا كبيرا وتساؤلات بالجملة مفادها هل سيكون ملعب رادس مسرحا لمباراة في كرة القدم أم ساحة وغى؟

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.