الذكرى الـ2 لانفجار مصنع الاسفلت: تجدد مطلبيْ إيقاف “الارهاب الصناعي” بقابس والكشف عن نتائج التحقيقات

دعت حملة أوقفوا التلوث "Stop Pollution"، بولاية قابس، إلى وقفة أمام وزارة الصناعة والمناجم والطاقة غدا الجمعة 17 مارس 2023، للاحتجاج على ما وصفوه بـ"الإرهاب الصناعي في قابس"، والكشف عن نتائج أعمال لجان التحقيق داخل المنطقة الصناعية، التي عينتها الحكومة على خلفية انفجار مصنع الاسفلت في 2021.

وسبق لحملة "أوقفوا التلوث" أن نظمت وقفة احتجاجية أمام الوزارة يوم 13 مارس 2023، التي تزامنت مع إحياء الذكرى الثانية لانفجار مصنع الاسفلت في قابس الذي خلف 6 قتلى من العمال وعددا من الجرحى.

انفجار 13 مارس 2021

جدّ يوم السبت 13 مارس 2021، انفجار في خزان يحتوي على مادة الإسفلت في إحدى مصانع المنطقة الصناعية بقابس، خلف 6 قتلى وعدد من الجرحى، وكانت مجموعة من الجمعيات إضافة إلى نشطاء قد طالبت، في بيانات، بفتح تحقيق في ملابسات حادثة الانفجار ومحاسبة المسؤولين عنها مع ضرورة الإحاطة بالعائلات المنكوبة وجبر الضرر المادي والمعنوي.

وفي جوان 2021، قضت المحكمة الابتدائية  بقابس حكما جزائيا في حق خمسة اطارات بالشركة المنتصبة كمتهمين في قضية معمل الاسفلت بالمنطقة الصناعية بقابس، بالسجن لمدة عام و 6 أشهر من أجل جريمتي القتل عن غير قصد، وإلحاق أضرار بدنية بالغير نتيجة عدم اخذ الاحتيطات والاهمال والتقصير. فيما قضت في حق المتهم السادس بسنة سجن مع النفاذ العاجل بخصوص جريمة القتل عن غير قصد.

ومن جهة أخرى تم تغريم المتهمين لفائدة القائمين بالحق الشخصي أهالي ضحايا الانفجار بالتعويض مدنيا لفائدتهم بمبالغ مالية تراوحت بين 120 ألف دينار و360 ألف دينار.

مراسلة لوزارة الصناعة

وطالبت حملة "أوقفوا التلوث"، في بيان لها، وزارة الصناعة بالردّ على مراسلة كانت قد بعثت بها بتاريخ 10 مارس 2023 والتي تتضمن ثلاث نقاط اساسية وهي "المطالبة بالكشف عن تقارير السلامة والحماية داخل المنطقة الصناعية في ظل تواصل التهديدات والتحذيرات من كوارث محتملة داخلها والتي تهدد سلامة السكان وكافة المدينة، و"المطالبة بالكشف عن اخر التقارير والتحقيقات فيما يتعلق بشبهات الفساد واختفاء كميات كبيرة من مادة الامونيتر والتي تفوق 2000 طن، وما يمثله هذا الملف من خطورة وتهديد للامن القومي، نظرا لامكانية استخدام هذه المادة في صناعة المتفجرات"، والمطالبة بالكشف عن تقدم التعاطي مع ملف تفكيك الوحدات الملوثة في قابس وما يمثله هذا الملف من أولوية للسكان".

لا تقدم في عمل اللجان:

انعقد لقاء بطلب من الوزارة بحضور ثلاث ممثلين عن حملة "أوقفوا التلوث" والمدير العام المكلف بالسلامة الصناعية والمديرة العامة للمناجم وقد أفرز اللقاء جملة من النقاط.

وردّ ممثلوا الوزارة "ان اللجنة التي تم تشكيلها باشراف من رئاسة الحكومة للتثبت من معايير السلامة داخل المنطقة الصناعية اثر حادثة إنفجار مصنع الاسفلت والتي يرأسها من الوزارة رياض بالرجب، كانت اخر زياراتها لولاية قابس في جوان 2021، وقد زارت 46 مؤسسة من أكثر من 60 مؤسسة داخل المنطقة الصناعية، وتوقفت أعمالها منذ ذلك الحين نظرا للصعوبات اللوجستية حسب تاكيد المدير العام للسلامة رياض بالرجب.

وتعهد  رياض بالرجب باستئناف عمل اللجنة هذا الاسبوع، كما عرض القيام باجتماع مع الحملة اليوم الخميس 16 مارس 2023، لمدها بالمعطيات اللاّزمة حول التقارير المتوفرة ونتائج الزيارة الاخيرة وان يتم برمجة زيارة للجنة في الايام المقبلة مع كل الاطراف المعنية من سلطة وحماية مدينة وادارات ونقابات داخل المنطقة الصناعية.

في جانب آخر أكد ممثلو الوزارة في الاجتماع عدم علمهم بموضوع اختفاء مادة الامونيتر من معمل الامونيترات، وان الموضوع تحت نظر مصالح أخرى داخل الوزارة، وانهم لا يمتلكون إجابة حول التحقيقات الداخلية في هذا الملف الخطير. 

وفي اجابة حول عمل لجنة الاشراف على ملف تفكيك الوحدات الملوثة في قابس والتي يرأسها رضا السعيدي عن رئاسة الحكومة، أكد ممثلو الوزارة ان اشغال هذه اللجنة قد توقفت منذ اكثر من سنة ونصف، وانه لا وجود لأي مشروع بديل أو خطوات عملية في هذا الملف منذ ذلك الحين.

وعبرت حملة "اوقفوا التلوث" عن تمسكها بالرد كاملا على كل هذه النقاط، وان ما تم الإشارة إليه في جلسة الاثنين لا يعتبر كافيا في حق جهة مازالت تعاني من ويلات الجرائم البيئية، والارهاب الصناعي، والتهديدات التي تهدد سلامة المواطنين وامنهم، خاصة في غياب اتخاذ اجراءات عملية في ما يتعلق بتطبيق معايير الحماية والسلامة، وفق بلاغ الحملة.

ودعت المجتمع المدني في قابس وتونس عامة للتعبئة حول هذه الملفات الحارقة والأكيدة في قادم الأيام.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.