قال طبيب القلب والشرايين، ذاكر لهيذب إن تونس مصنفة من البلدان ذات الاختطار المرتفع لاصابة مواطنيها بالجلطات الدماغية أو القلبية وانسداد أوردة القدمين جراء التدخين.
وأضاف الدكتور لهيذب "إن المدخن عند بلوغه سن الـ55 سيكون معرّضا بنسبة كبيرة جدا للاصابة بجلطة قلبية أو دماغية أو أن يحدث له انسداد في أحد أوردة القدمين، كما أن المدخّن في سن الخمسين سيصاب بشيخوخة مبكرة وكأن عمره الحقيقي 75 سنة، وفسّر ذلك بأن عمر الانسان هو عمر أوردة جسمه (العروق) التي تغذي كل جزء من الجسم، وإن شاخت هذه الاوردة باكرا فسيشيخ الانسان بدوره".
وتابع بالقول إن 50 بالمائة من التونسيين (تونسي من بين اثنين)، سيكون معرضا في سن الـ55 للاصابة بالجلطات.
جاء ذلك خلال مشاركته الثلاثاء 23 ماي 2023، في مائدة مستديرة نظمتها المنصة الطبية "www.med.tn"، تهدف إلى التعريف بالحد من المخاطر كنهج جديد في مكافحة التدخين. وجمعت المائدة مجموعة من الأطباء من تخصصات مختلفة، بما في ذلك الدكتور ذاكر لهيذب، طبيب القلب والشرايين وأستاذ جامعي سابق في كلية الطب بتونس والمستشفى العسكري، والدكتور زبير شاطر طبيب التغذية، والدكتورة يسرى الجملي اخصائية في علاج الأمراض النفسية.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يتوفّى 8 ملايين شخص سنويًا في العالم بسبب التدخين. وفي تونس، يتوفى 13200 شخص سنويًا بسبب التدخين، بينهم 2600 شخص بسبب التعرض للتدخين السلبي. ويعد تدخين السجائر العامل الرئيسي في الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وهو أيضًا السبب الرئيسي للوفيات في تونس. وتحتل تونس المرتبة الثالثة عربيًا من حيث نسبة المدخنين، والمرتبة 49 عالميًا.
أكثر تفاصيل في الفيديو التالي لسامي العوني:
في جانب آخر، أكد الدكتور ذاكر لهيذب أن توفير وسائل الإقلاع عن التدخين سيكلف الدولة أقل بكثير من توفير العلاج لمرضى التدخين. وأشار إلى أن البلدان المتقدمة تسعى نحو مستقبل خالي من الدخان، حيث تنخفض نسبة المدخنين في تلك البلدان بشكل كبير. واستشهد بنيوزيلندا كمثال على ذلك. كما أطلقت بريطانيا مؤخرًا برنامجًا وطنيًا جديدًا يهدف إلى تشجيع استخدام بدائل السجائر ومساعدة مليون مدخن على الإقلاع، من خلال توفير السجائر الإلكترونية مجانًا وتقديم الدعم السلوكي.
وأضاف الدكتور لهيذب: "وسائل الإقلاع مثل اللاصقات النيكوتين غير متوفرة في تونس، على عكس السجائر التقليدية المتاحة في كل مكان. بدائل السجائر مثل السجائر الإلكترونية تعتبر أقل خطورة من السجائر التقليدية، لكنها ليست خالية تمامًا من المخاطر. يمكن استخدام التبغ المسخن كبديل في الفترة الانتقالية بين الإدمان والإقلاع النهائي."
وتابع بالقول: "علينا التركيز على نشر التوعية بين المراهقين والشباب، ومراقبة بيع السجائر المهربة والمقلدة التي تحتوي على مواد غير معروفة وضارة للغاية للمستخدمين. كما يجب تخصيص أماكن خاصة للمدخنين ومنع التدخين في الأماكن العامة. يمكن لوسائل الإعلام والاتصال أن تلعب دورًا فعالًا في نشر التوعية بمخاطر التدخين، ولذلك يجب استغلال كل الوسائل للوصول إلى المدخنين والتأثير عليهم."