الجلاصي: لم أقصد السخرية من المنافسين السياسيين.. وغموض النهضة حول برنامجها الانتخابي مقصود

  أمل الصامت –

أثارت تصريحات القيادي بحركة النهضة وعضو مجلس شوراها عبد الحميد الجلاصي، التي  قال فيها مؤخرا "إنه ما من عاقل يتصور الأمين العام للجبهة الشعبية حمة الهمامي أو النائب عنها بالبرلمان منجي الرحوي رئيسا للجمهورية"، ردود أفعال متباينة بين مؤيد ورافض لما اعتُبر "محاولة لتقزيم خصم سياسي مهما كان توجهه إلا أنه يملك تمثيلية برلمانية ومكانة سياسية لابأس بها في البلاد".

ورغم كل المعطيات التي قدمها عبر أمواج إذاعة شمس، عن خطة حركة النهضة للانتخابات التشريعية والرئاسية القريب موعدها، إلا أن إجابات الجلاصي كانت كغيرها من تصريحات قيادات الحركة وحتى زعيمها غامضة خاصة بخصوص المرشح المحتمل للحزب للرئاسيات وإن سيكون من داخله أو سيلجأ لدعم شخصية من خارجه لتكون العصفور النادر الذي أعلن الغنوشي مؤخرا أنهم بصدد البحث عنه.

وفي تصريح لحقائق أون لاين، أكد الجلاصي أنه في حديثه عن الهمامي والرحوي لم يقصد أبدا السخرية من المنافسين السياسيين، قائلا: "ليس من عادتي ولا أخلاقي السخرية من المنافسين، بل أحترم وأقدر كل الفاعلين وكثيرا ما أقوم بدور الناصح. ولقد عبرت في نهاية الحوار عن إعجابي بعدد من المنافسين السياسيين".

وأوضح أن الفكرة الجوهرية التي عبّر عنها هي أن السلوك الطبيعي في السياسة أن تخوض الاحزاب كل المنافسات حتى لو كانت متأكدة من عدم الفوز فيها، إذ أن أهداف المنافسة متعددة منها تعبئة الأنصار وصناعة القيادات وامتلاك الخبرة التواصلية والتدرب على صياغة البرامج وغيرهما وهو المطلوب في السياسة، حسب تعبيره.

وتابع: "للأسف البحث عن الإثارة يدفع عددا من المواقع إلى تحريف الحقائق وقد أشرت لذلك في تدوينة لتجنب ما قد يحصل من سوء فهم".

وعما إذا حسمت النهضة أمرها بشأن مرشحها للرئاسيات، أو الأسماء التي ستضعها على طاولة الحوار خلال مجلس الشورى المرتقب أواخر شهر جوان الجاري، نفى عبد الحميد الجلاصي، الذي ظل الرجل الثاني لحركة النهضة طيلة فترة ما بعد الثورة وإلى غاية انعقاد المؤتمر العاشر للحزب في ماي 2016، أن تكون النهضة حسمت أمرها بعدُ بشأن الترشيح من داخلها أو دعم مرشح من خارجها.

وإذا كان لا يرى أن الوقت حان لتكشف النهضة عن خطتها لانتخابات 2019، التي لا تفصل البلاد عليها سوى أشهر قليلة، ذكّر الجلاصي بأن آخر أجل قانوني لتقديم الترشحات هو يوم العاشر من سبتمبر، معتبرا أن الغموض هو أيضا إحدى وسائل الصراع السياسي، وفق تقديره.

أما عن إمكانية ترشيح إحدى نساء الحركة على غرار النائبات بالبرلمان يمينة الزغلامي ومحرزية العبيدي ومنية ابراهيم، وإذا كان يرى في أي من هذه الأسماء قدرة على المنافسة على المنصب والشعبية الكافية لذلك، أجاب محدثنا قائلا: "كل الاسماء التي ذكرت هي على سبيل التمثيل لا أكثر، أما من حيث التأهل فحركة النهضة حركة جادة ومسؤولة وحينما تختار فستختار الأفضل للمهمة من رجالها ونسائها وترافق مرشحها وتوفر له الطاقم الأكفأ لمساعدته".

وبخصوص "العصفور النادر" الذي تحدث عنه رئيس الحركة، وما إذا كان إعلانا ضمنيا عن عدم خوضه السباق الرئاسي مثلما توقعت ذلك نسبة كبيرة من الشارع التونسي، فاكتفى الجلاصي بالقول: "عندما ندرس هذا الموضوع ستكون كل الخيارات مفتوحة أمامنا"، مستدركا: "لسنا في عجلة من أمرنا.. سنأخذ الوقت الكافي لاستكشاف الساحة ومتابعة تطوراتها وإدخال نتائج ذلك في نقاشاتنا وترجيح خياراتنا". 

كما اعتبر أن المقاربات متنوعة سواء اختارت النهضة من داخلها أو رجحت كفة دعم شخصية من خارجها، مشيرا إلى أن كلّا يشتغل على تأثيث مقارباته بالحجج التي يمكن أن تقنع الأغلبية داخل مجلس الشورى، حسب قوله.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.