6
اسيا التوايتي-
هل حقق الانتقال أهدافه؟ هل نجحت تونس في بلوغ ما يسمى بالديمقراطية ؟ أم على العكس من ذلك ، تم خلق نظام جديد ؟
بالرجوع إلى النخب والمؤسسات وعلى مستوى مجتمعي حاولت ثلة من الاكاديميين والباحثين متعددي الاختصاص الوقوف على أهم النقاط التي ساهمت في تعثر المسار الديمقراطي في تونس .
وفي هذا الإطار، اصدر المرصد التونسي للانتقال الديمقراطي كتابا بعنوان: "تونس الانتقال المعطل"بالشراكة مع مؤسسة فريديريش ايبرت الالمانية.
يضم المؤلف عددا من المقالات في مواضيع مختلفة تُعنى بالانتقال الديمقراطي بشتى مكوناته بما في ذلك الانتقال السياسي ؛ المؤسساتي؛ الاجتماعي؛ الاقتصادي؛ التشريعي أو الايديولوجي. ساهم في إثراء المقالات كل من الأساتذة: أسماء نويرة رئيسة قسم العلوم السياسية بجامعة المنار ؛محمد كرو(أستاذ علم اجتماع) ؛ رضا بن عمر؛ د.حمادي الرديسي ؛ سلسبيل قليبي (أستاذة قانون دستوري)، شفيق صرصار(جامعي ومحام)، مصطفى الحداد (كاتب وباحث) ؛ سارة بن نفيسة، صحبي خلفاوي(باحث في العلوم السياسي) ، جلال سعدة (كاتب) ، حكيم بن حمودة(اقتصادي تونسي) ، عليسة مقني؛ عبد الكريم حيزاوي( إعلامي وجامعي ) ؛ حافظ شقير (باحث )، فاطمة اللافي (مساعدة وباحثة دكتوراه في القانون العام).
ويندرج المؤلف ضمن متابعات يقوم بها المرصد والمشرفون عليه من اكاديميين وباحثين ودكاترة وجامعيين، لعملية الانتقال الديمقراطي، منذ أحداث 14 جانفي 2011 التي شهدتها بلادنا.
ويُذكر أن المرصد قام بإصدار عديد المؤلفات في ذات السياق باعتباره مركزا بحثيا لا ينفك يتابع الأحداث في البلاد . وقد قدمت الأستاذة أسماء نويرة رئيسة سابقة للمرصد؛ هذا الكتاب ، خلال لقاء نظمته مؤسسة فريديريش ايبار بالشراكة مع مرصد الانتقال الديمقراطي ، على أنه نتاج جهود واجتماعات أعضاء المرصد وثلة من اصحاب الاختصاصات المتعددة على مدار إحدى عشرة سنة.
يخلص المؤلف للقول إن الانتقال الديمقراطي "معطل" في تونس بعد أن أقر محللون وباحثون في غضون خمس سنوات فقط من انتفاضة جانفي ، أن تونس تسير بخطى ثابتة في مسارها" رغم دعوتهم إلى مزيد الحذر والمحافظة على مكاسب البلاد.
خلاصة تحمل خيبة الأمل ، ولكنها علمية ومبنية على البحث المعمق والمتابعة الدقيقة وهو الدور الحقيقي الذي لا بد ان تضطلع به النخبة وغير النخبة، فمراقبة المسار الانتقالي مسؤولية مجتمعية .
في انتظار ان نتحدث في مقالات لاحقة عن فشل النخب السياسية بالأساس في إدارة المرحلة الانتقالية، نستحضر مقولة لفرانك بريفال: "كان سقف الانتظارات عاليًا في بدايات سنة 2011" .