بقلم: أحمد الجمعي-
الترجي في وضع مريح إلى حد ما ، هذا صحيح ولكن كرة القدم تحمل الكثير من الحسابات التي يتوجّب أخذها بعين الاعتبار .
في فريق هو بحد ذاته مؤسسة رياضيّة من الطراز العالي ، تتغير المفاهيم والنظرة للأمور على ما هو عليه الحال في أندية أخرى ، وان عدّت على ما يزعم البعض في مصاف الأندية “الكبرى”..
الرّحلة إلى الجنوب الشرقي وإلى الملعب الأولمبي بقابس تحديداً ، محفوفة كعادتها بالتحدّيات الصعبة أمام فريق يحتل المرتبة الثامنة ب19 نقطة فقط ، ولكنّه يمرّ منذ جولات قليلة بفترة صعبة نوع ما بعد هزيمة أمام النجم وتعادل أمام العكّارة..
أزمة نتائج مستقبل قابس يتوجّب أخذها في الاعتبار أيضاً ، وهي جزء من اللعبة لا بدّ من الإلمام به مثلها مثل تفريط الخصم في بعض عناصره اللاّمعة ، على غرار متوسط الميدان مراد الهذلي والظهير الأيسر أشرف الزواغي المنتقلان حديثاً إلى السي أس أس.
تاريخ المستقبل بين جماهيرهم لا يعدّ متواضعاً بالمرّة أمام الترجي ، انتصارين وهزيمتين وتعادلين بدايتها موسم 1984/1985 بتعادل ايجابي بهدف لمثله ، يعتبر أمراً مشرّفا للجليزة قياساً للفوارق الهائلة بين الفريقين على كافة الأصّعدة.
ولكن للإنصاف وللتاريخ ، الترجي كان هيمن في آخر مواجهة هناك بقيادة عمّار السّويّح وبتشكيلة مغايرة تماماً على ما عليه مجموعة منذر الكبير الآن..
مباراة أكتوبر 2016 انتهت بالتعادل أيضا وحضرها جملة من الغائبين عن المواجهة المتجددة اليوم الأربعاء حيث يتصدّر القائمة كلّ من إيهاب المباركي ، الجزائري هشام بالقروي ، منصر ، الفرجاني ،الخنيسي والرّجايبي في ما كان يومها البدري والفيل الايفواري على دكّة الاحتياط..
نعم تختلف الأسماء والظروف كافّة ، في ما تتشابه الأهداف والطّموحات لدى كلا الفريقين ولكن ليس إلى حد التطابق ، مع مراعاة وضعين مختلفين تماماً .
عدم استنساخ أخطاء ملعب بن قردان في الشوط الثاني ، والاسترسال في إهدار الفرص الثمينة الحاصلة في النصف الأوّل من مباراة النادي البنزرتي ، وعدم التوهّم أو الزّعم ولو لمرّة واحدة بأنّ الأمور حسمت تقريباً في سباق هذا الموسم ، أموراً عالية الحساسيّة والدّقّة هي حتماً رسائل واضحة توجّب أخذها بجدّية مطلقة..