في الوقت الذي يركز فيه المدرب فوزي البنزرتي ولاعبوه على المستطيل الأخضر لإعداد العدّة على النحو الأفضل لنهائي البطولة تجد جماهير الترجي الرياضي نفسها مجبرة ومضطرة على الإهتمام بالكواليس وخفايا ألاعيبها وهي النار التي اكتووا بها في الموسم الفارط ، هذا الإهتمام المفروض على أنصار الأحمر والأصفر يعود إلى سببين اثنين، يكمن الأول في الإحتجاجات السريعة التي قام بها النجم الساحلي مباشرة بعد تعيين طاقم التحكيم الذي سيدير المباراة واعتراضه على يوسف السرايري فيما يتمثل الثاني في جملة الإجراءات " الخاصة " جدا التي أقبل عليها رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء بدعوى حسن تنظيم اللقاء.
" فن " التأثير على الحكم
عملية الإحتجاج والإعتراض على حكم نهائي البطولة من قبل فريق النجم لقيت ردة فعل كبيرة من أحباء نادي باب سويقة لاقتناعهم الراسخ بأنها تدخل في خانة التأثير على الحكم وتسليط الضغوطات عليه وهي ممارسات مألوفة من البعض لبلوغ غايتهم وأضحت " فنا " بأتم معنى الكلمة تخصصوا منذ سنوات في القيام به وأعطى في كل مرة أكله وهو ما جعلهم يتمادون في هذه اللعبة…
هذه هي الفكرة المرسخة حاليا في أذهان الترجيين لأنهم يدركون جيّدا أن جمال بركات لن يعيّن حكما دون إعلام طرف ما والحصول على تزكيته وهذا ما يزيد في الإقتناع الراسخ بأن خلفية الإحتجاج هي " ترويض " الحكم السرايري وجرّه نحو مسار معيّن وواضح…
مع الإشارة أن هذا الحكم هو الذي أدار لقاء الدور نصف النهائي للكأس بين الفرقين في الموسم المنقضي وغض الطرف عن إقصاء الحارس البلبولي في لقطة جلية وسهلة لاتخاذ قرار الورقة الحمراء وانتصر الترجي الرياضي يومها عن جدارة واستحقاق.
تساؤلات حول الإجراءات " الخاصة " للجامعة
أما الجانب الثاني الذي حيّر أنصار نادي باب سويقة هو تحركات رئيس الجامعة وديع الجريء واتخاذه جملة من الإجراءات والقرارات بدعوى حسن تنظيم المباراة مثل دعوة مسؤولي الفريقين اليوم لجلسة خاصة ، وهو تحرّك لم يعوّدنا عليه المسؤول الأول على كرتنا في المقابلات السابقة التي كانت تكتسي نفس الأهمية مثل لقاء الذهاب في سوسة الذي سجل أخطر تجاوزات يمكن أن تعرفها هذه اللعبة مثل اقتحام الميدان واختلاط مساحة اللعب بكل من هب ودبّ بما في ذلك معتمد أحد الولايات الأخرى والتغيير الذي حصل على ورقة اللقاء وأخطاء الحكم ومساعده الثاني دون أن يحرك وديع الجريء ساكنا وينطق بحرف واحد في خصوص كل هذه التجاوزات الخطيرة…
هذا التصرف من رئيس الجامعة ولّد غضبا واحتقانا كبيرين على شبكة التواصل الإجتماعي من قبل الترجيين الذي يتهمون الجريء اليوم بتوخي سياسة المكيالين ومراعاة مصلحة النجم على حساب فريقهم.
تحذير شديد من مغبة تكرار مهزلة بالناصر
وحتى نكون أمناء في تبليغ مشاغل ومشاعر أحباء كل الأندية التونسية بدون زيادة أو نقصان نشير إلى أن لهجة التحذير الشديد لأنصار الترجي الرياضي من مغبة تكرار سيناريو ومهزلة الموسم الفارط التي كان بطلها الحكم محمد أمين بالناصر في لقاء الإياب الذي جمع الفريقين بملعب رادس كبيرة جدا في ظل كل التحركات " الخاصة " والغير مألوفة التي يقوم بها رئيس الجامعة هذه الأيام من جهة ومحاولات مسؤولي النجم في التأثير على حكم اللقاء من جهة أخرى وهي أشياء جعلا حالة الإحتقان شديدة والشعور بالظلم كبيرا…
صحيح أن هذا اللقاء مصيري سيتحدد على ضوء نتيجته اسم البطل وصحيح أيضا أن النيّة الحسنة في العبور بالمواجهة على شاطئ الأمان محبذة لكن الثابت والأكيد كذلك أن مثل هذه التحركات من رئيس الجامعة كان يمكن أن تشمل كل مقابلات البلاي أوف التي لا تقل نتيجتها أهمية في تحديد اسم البطل والتي لو دارت في ظروف طبيعية دون تجاوزات خطيرة وأخطاء تحكيمية فادحة ومضحكة ولو أولاها السيد وديع الجريء نفس العناية والحرص والرعاية التي يوليها اليوم لمباراة يوم الخميس لكان أمر التتويج محسوما ، وكلنا نعلم لفائدة من وأولنا رئيس الجامعة نفسه…
ولذلك يتحتم على وديع الجريء التصرف بنفس الطريقة مع كل المقابلات ويكون على نفس المسافة مع كل الأندية حتى يتجنب بعض الإتهامات وحتى يذهب اللقب لمن هو أجدر دون أي دعم أو هدايا ولو أنها سجلت حضورها في كل اللقاءات وجعلت التتويج معلقا على الجولة الأخيرة.