حقق الترجي الرياضي انتصارا ثمينا في افتتاح مرحلة البلاي أوف وعاد من المتلوي بثلاث نقاط غالية جدا بالنظر إلى صعوبة مراس نجم المكان على أرضه وأمام جماهيره، أبناء المدرب فوزي البنزرتي لم يسرقوا هذا الفوز بل كسبوه عن جدارة واستحقاق بحكم التفوق الكامل الذي أظهروه على منافسهم والسيطرة الكبيرة التي فرضوها خلال جل ردهات اللقاء مما جعلهم قريبين من تحقيق نتيجة عريضة في ظل الفرص العديدة السانحة للتهديف التي أتيحت لهم..
التطوّر في الآداء متواصل.. وإضافة البنزرتي بدأت تتضح
مستوى الآداء الذي قدمه الترجيون أمس في المتلوي كان أفضل من المقابلات الفارطة الشيء الذي مكّنه من اجتياز هذه العقبة الصعبة بسلام وعن جدارة ليتواصل بالتالي التطوّر في المردود الجماعي وتتأكد شيئا فشيئا إضافة وبصمة المدرب فوزي البنزرتي سواء من الناحية البدنية والإندفاع الذي أصبح يميّز اللاعبين وتفوقهم الكامل في الحوارات الثنائية أو من الناحية الفنية التي تجلّت في التغلب على أرضية الميدان الصعبة التي لا تساعد على تقديم آداء طيب من هذه الناحية فيما تمثلت النقطة الإيجابية الأبرز في فريق باب سويقة في الجانب التكتيكي وكيفية تمركز وانتشار اللاعبين على الميدان والتي تميّزت بتضييق المساحات واقتراب الخطوط الثلاثة من بعضها البعض وخاصة خطي الدفاع والوسط اللذين أضحت المسافة بينهما صغيرة في ظل تقدم عناصر الدفاع وهو المشكل الأكبر الذي كان يعاني منه الترجيون من قبل..
وأكيد أن كل هذه التعديلات التي يقوم بها المدرب فوزي البنزرتي في التمارين ستعطي ثمرتها أكثر فأكثر بمرور المقابلات مما يجعلنا ننتظر آداء أفضل من جولة إلى أخرى.
حصانة دفاعية أكبر.. وملاحظة "حسن" لبلقروي
لا يمكن الحديث عن مباراة الترجي الرياضي في المتلوي دون الإشارة إلى المردود المتميّز للخط الخلفي والذي أعاد الحصانة لهذا الخط في ظل الإندفاع الذي لعب به المدافعون ومكّنهم من التفوق على مهاجمي الفريق المحلي بشكل كامل ، ويعد عدم قبول الفريق لأي هدف في اللقاءات الثلاثة الأخيرة أمرا طبيعيا لهذا التطوّر الكبير الذي يمثل أبرز نقطة إيجابية أضافها المدرب فوزي البنزرتي منذ قدومه بعد أن كان هذا الخط يشكل نقطة الضعف الأساسية في آداء الأحمر والأصفر…
على المستوى الفردي فإن ملاحظة حسن جدا تمنح بدون منازع للمدافع الجزائري هشام بالقروي أفضل لاعب على الميدان في مباراة أمس بنجاحه الكامل في كل الكرات والحوارات التي جمعته بمنافسيه المهاجمين فيما سجل زميله شمس الدين الذوادي تحسنا واضحا في المردود حيث بدأ يستعيد كل إمكانياته دون أن ننسى العودة من الباب الكبير لقائد الفريق خليل شمام الذي يبقى وجوده ضروريا ومفيدا في المجموعة وكذلك في التشكيلة الأساسية..
المباركي – الشعلالي – ساسي – البدري: مصدر الخطورة وخلق الفرص
على المستوى الهجومي فإن الترجي الرياضي يستمد قوته من الرباعي إيهاب المباركي وغيلان الشعلالي والفرجاني ساسي وأنيس البدري الذي يقومون بدور كبير على مستوى البناء وخلق الفرص السانحة للتهديف وإحداث الخطر على مرمى المنافس…
المباركي يعاضد الهجوم باستمرار مستغلا الفنيات الكبيرة التي يتميّز بها وتوزيعاته الدقيقة التي ينهي بها توغلاته الجانبية ولا غرابة إذن في أن يسجل نفسه في الإحصائيات ضمن أفضل اللاعبين أصحاب التمريرات الحناسمة في فريق باب سويقة…
أما الشعلالي وساسي، وإضافة إلى مهمتهما الدفاعية في وسط الميدان فيتوليان دور صنع الألعاب بامتياز من خلال نجاح كبير في عملية تصعيد الكرة من الوراء والتمهيد لبناء هجومي مركز يتميّز بتنويع المحاولات الشيء الذي يجعلهما العمود الفقري الذي يعطي التوازن لآداء الفريق…
البدري هو " الفنان " رقم واحد في فريق باب سويقة وصاحب المؤهلات الكبيرة التي تجعله صانع الألعاب الحقيقي في الترجي الرياضي والمساهم في الخطورة الهجومية التي يحدثها أبناء باب سويقة في كل مبارياتهم.
نجاعة "الروج".. وسوء الحظ لن يستمر مع الخنيسي
على مستوى النجاعة الهجومية وإحداث الفارق فإن الثنائي المتركب من طه ياسين الخنيسي وفخر الدين بن يوسف هو الذي يتولى هذه المهمة … صحيح أن الأهداف السبعة التي سجلها الترجيون منذ استئناف النشاط الرسمي جاءت من أقدام خمسة لاعبين وهم بن يوسف وساسي في مناسبتين لكل منهما وبغير والبدري والذوادي وهذا أمر إيجابي ونقطة قوة أخرى للأحمر والأصفر إلا أن الدور الأساسي لوضع الكرة في الشباك يبقى من مشمولات " الروج " والخنيسي بالدرجة الأولى…
بن يوسف متميّز على هذا المستوى بهدف افتتاحي ضد نجم المتلوي في البطولة فسح المجال نحو فوز عريض ثم بهدف الإطمئنان أمس أمام نفس المنافس فيما لن يطول سوء الحظ كثيرا مع الخنيسي المهاجم الأول والهداف رقم واحد في الفريق والذي سيستعيد بدون شك نجاعته قريبا وقد يكون في قادم اللقاءات الحاسمة صمام الإنتصارات كالعادة…
بقير "اللغز المحيّر".. ومنصر خيّب الآمال
مقابل كل هذه الإيجابيات التي تجعل من الترجي الرياضي مراهنا جديّا على لقب البطولة في هذا الموسم فإن السلبيات تكمن أساسا على المستوى الهجومي في وسط الميدان وبالتحديد مركز صانع الألعاب الذي لم ينجح لا سعد بغير ولا محمد علي منصر في تأمين دوره على النحو الأمثل وبالصفة التي تتماشى بفريق يطمح إلى التتويج بالألقاب…
بغير ليس بصدد مواكبة التطوّر الذي يسجله بقية زملائه وبدا في كل اللقاءات بعيدا عن مستواه المعهود مع فشل ذريع في تنفيذ الكرات الثابتة بكل أنواعها فيما خيّب منصر كل الآمال وجعل الترجيين إلى حد الآن نادمين على انتدابه ومن الطبيعي أن يخرج من حسابات الإطار الفني…
الأول مطالب بتدارك أمره بسرعة حتى يساهم في النجاحات التي يتطلع الترجيون إلى تحقيقها مستقبلا فيما يوجد الثاني في وضعية تحتّم عليه استغلال أولى الفرص التي ستتوفر له في قادم المواجهات.
برافو للجماهير
مسك الختام في تحليل مباراة الترجي الرياضي في المتلوي يكون مع جماهير الأحمر والأصفر التي تنقلت مع فريقها بأعداد غفيرة ولم تهدأ لحظة في مساندة اللاعبين على امتداد تسعين دقيقة متغلبة على كل متاعب هذا التحوّل الطويل والمكلف بدنيا وماديا خصوصا وأن العديد منهم تنقلوا على متن القطار وقضوا ليلة بيضاء بين يومي السبت والأحد بوصولهم فجرا إلى المتلوي…
فبرافو لهذه الجماهير الوفيّة التي لا تتوانى أبدا في تشجيع فريقها والمساهمة بالتالي في نتائجه الإيجابية..