التجاري بنك” يهدي تلاميذ مدرستي “أولاد قاسم” و”جبل الديس” بنفزة عودة مدرسية استثنائية”

 حقائق أون لاين –

 
لا شك أن من زار المناطق الريفية للجمهورية التونسية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها يعلم جيّدا أن جمال الطبيعة فيها يخفي وراءه تضاريس وعرة وحياة يومية شاقة يعيشها قاطنوها، وكأنها ضريبة العيش في مكان تلامس صفاته ملامح الجنة، والحال أن الله يجازي الطيبين بهكذا مكان، إلا أنه يبدو أن للدولة نظرة أخرى.
 
هناك في منطقتي أولاد قاسم وجبل الديس من معتمدية نفزة التابعة لولاية باجة، توجد مدرستان ابتدائيتان، حيث أتاحت "التجاري بنك" لعدد من إطاراتها وممثلي وسائل الاعلام فرصة الاتصال بالحياة والأمل التي ترجمتها وجوه التلاميذ خلال أول أيام العودة المدرسية التي يمكن وصفها بالاستثنائية بالنسبة إليهم هذا العام.
 
عودة استثنائية
 
أن يستأنف تلاميذ مدرستي أولاد قاسم وجبل الديس سنة دراسية جديدة على وقع الموسيقى والتنشيط البهلواني وحضور ضيوف من "المدينة"،ليس أمرا يتكرر كل سنة، وأن تقدّم إليهم محفظات وادوات مدرسية جديدة لم يستعملها أحد من قبلهم هو أمر جّد مميز قد يعجز عدد منهم على تحقيقه بسبب قلّة ذات اليد التي وإن لم تكن عيبا إلا أنها عائق في ظل ارتفاع تكلفة العودة المدرسية للتلميذ الواحد والتي أصبحت تتراوح بين 130د و210د حسب الأرقام التي كشفتها منظمة ارشاد المستهلك.
 
هذا وقد أخذت التجاري بنك على عاتقها إضافة إلى ذلك، إعادة تهيئة دورات المياه والمطعم في كلتا المدرستين إضافة إلى تجهيز الأقسام بطاولات وخزانات وسبورات جديدة، علاوة على تأسيس إذاعة داخلية لكل واحدة لتدريب التلاميذ على البحث وخلق المحتوى واخذ الكلمة والحق في إبداء الرأي في وسطهم المدرسي.
 
وإن مثلت هذه المساهمة تعزيزا لدور البنك كمؤسسة مواطنة، فذلك لا يستطيع إلغاء حقيقة أن هؤلاء الأطفال وحتى مربييهم وأولياءهم عايشوا أحاسيس استثنائية مليئة بالتفاؤل والحلم والأمل في مستقبل أفضل، في بلد أصبحت فيه المؤسسات الخاصة والمجتمع المدني تعي قيمة الاحاطة بأطفال هذا الوطن وشبابه من أجل بناء القادم الأجمل.
 
المسؤولية الاجتماعية
 
حقائق أون لاين التقت بعدد من المربين في المدرستين، والذين أجمعوا على ضرورة عمل الدولة وفق مبدإ المساواة بين المربي والتلميذ في المدن الكبرى والمربي والتلميذ في الأرياف، من خلال توفير وسائل النقل والبنية التحتية الجيدة على الأقل من أجل تذليل العوائق اللوجستية التي غالبا ما تتسبب في تراجع مستوى التلميذ أو انقطاعه المبكر عن الدراسة.
 
الأولياء بدورهم اشتكوا من طول المسافة التي يقطعها أبناؤهم يوميا سيرا على الأقدام من أجل الوصول إلى المدرسة نظرا لغياب نقل مدرسي أو نقل ريفي منتظم يؤمن نقلهم على الأقل من نقطة موحدة تقصر المسافة سواء في الحرّ أو أيام الشتاء التي عادة ما تصبح التضاريس فيها وعرة على أجساد صغيرة ونحيلة.
 
مبادرة التجاري بنك التي تمتعت بها عدة مدارس موجودة في المناطق الداخلية للبلاد التونسية عل غرار جندوبة والقيروان وسليانة وقفصة والقصرين وتاكلسة ومنزل بوزلفة، تبقى منطلقا فعالا لترسيخ ممارسات مواطنية مسؤولة على بقية المؤسسات الاقتصادية والمنظمات اتباعها من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية بين أبناء الوطن أينما كان مكان عيشهم.
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.